
بقلم : عبدالله الحكمي
خلال تجوالي وتصفحي في وسائل التواصل الاجتماعي مررت بالكثير من الكتابات فيها الغث والسمين وفيها الذي نندم أننا أضعنا وقتنا في قرائته، وهناك البعض لديهم مواد جميلة مفيدة مثل : سؤال للنقاش من احدى المتابعات المحترمات “همس” سؤال أختنا همس هو: متى يظهر الشخص على حقيقته؟. مؤكدة أن الإجابة تدل على النضج والفهم للحياة .
وكانت الإجابات على السؤال ثرية جدا ومختلفة منهم من كانت إجابته عند الحاجة وآخرين قالوا عند الشدة وكذلك من قال في غيابك عنه فيما ذهب البعض الى القول إنه يعرف الشخص عندما يتم الحديث عنك في غيابك ونقل كلام عنك فإما يدافع عنك او لا …
وقبل أن أعقب أود أن أشكر الأخت “همس” على انتقاء كلماتها وأسئلتها ومواضيعها التي نستمتع بها ونستفيد .. ثم ..
الإجابات فعلا تدل على فهم كل من أجاب للحياة من ناحية ، ومن ناحية أخرى تنم عن تفكير كل شخص وما يشغل باله ربما، أو عن تجارب مرت بهم .
صحيح أن الشدة تأتي أولوية لمعرفة صاحبك .. فإن وقف معك في الرخاء والشدة فهو من يستحق أن يحظى بصحبتك وصداقتك .. وإن تخلى في أقرب لحظة من لحظات الحاجة فأحمد الله أنه بان على حقيقته،
من وجهة نظري أن كل ما ذكر صحيح .. فوقت الشدة، والحاجة، والغياب، والمواساة، وحتى عند الغضب، وعند الجدال، كلها مواقف ربما تظهر لنا الشخص على حقيقته، وحتى العشرة مع الشخص لفترة ستظهر لنا طبائعه وحقيقته، كل ذلك مجتمعا يظهر لنا حقائق الناس من حولنا،
ورغم اختلاف هذه العوامل ومدى أهمية بعضها وسهولة أخرى فان جميعها تعطينا المؤشر لحقيقة من حولنا ، ولكن يبقى مدى تسامحنا ومدى قبولنا لمن كشفه لنا الزمن، وهم مختلفون فهناك من لا يمكننا تركه أو البعد عنه رغم أنه ظهر على حقيقته التي لا تعجبنا ، وخاصة من كانوا أقارب،
وهناك من يمكننا التعايش معهم وهم على طبيعتهم رغم انكشاف أقنعتهم ، لأي سبب كان، مثلا من باب التقدير لهم بسبب العشرة ونحن لدينا أمل لاصلاحهم بالعتاب واللوم والتوبيخ … وبالنصح والإرشاد.
وهناك من يكون من السهل البعد عنهم،
وفئة أخرى هم الذين من الواجب علينا تركهم تماما وهم من بقائهم فيه علينا ضرر بعد انكشاف أمرهم ووضوح حقيقته التي فيها علينا ظيم وضرر كبير .
ويبقى هناك خيط رفيع في هذا الأمر وهو مدى صدق ما ذهبنا اليه بالحكم على الآخرين .. وهنا يجب أن لا نستعجل بالحكم على الآخرين لموقف بسيط أو حدس أو شك أو ظن .
فهناك مواقف كثيرة نراها خطأ ونحن لا نعلم خوافيها وربما فهمنا الأمر بشكل مختلف ، وعلينا ألا نخسر أحبتنا لمجرد ظن او كلام الواشين.
بل علينا التماس العذر لمن نظن أنهم أخطأوا بحقنا من الأقارب والأصدقاء والأحبة، وأن نتحقق من كل شيء ونتثبت في كل أمر كي لا نظلمهم .. أو نخسرهم .
وفي الختام لابد أن نعلم أن الإنسان معرض للخطأ ومعرض لأي تقصير ، ومعرض لوجود العيوب فيه فهو إنسان.