
غيدا موسى – جدة
كشف طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين، أن الشاي الأخضر يعُرف بخصائصه المضادة للالتهابات، حيث يحتوي على مركبات البوليفينول التي تُعد من أقوى مضادات الأكسدة، إذ تعمل على مقاومة الجذور الحرة التي تدمّر الخلايا وتلحق الضرر بالجسم ، ويُعتبر مركب Epigallocatechin-3-gallate (EGCG)، وهو أحد البوليفينولات النشطة في الشاي الأخضر، من أقوى مضادات الأكسدة، إذ يفوق في فعاليته مضادات الأكسدة المعروفة مثل فيتامين C وE بما يصل إلى 100 مرة، وفقًا لمؤسسة التهاب المفاصل (AF).
وقال د.ضياء إن العديد من الدراسات العلمية أظهرت أن الشاي الأخضر قد يلعب دورًا فعالًا في تخفيف أعراض الروماتويد، ففي دراسة نُشرت في مجلة حوليات التغذية والأيض، شملت 733 مريضًا، بينت أن استهلاك الشاي الأخضر أدى إلى تقليل نشاط المرض مقارنة بالأشخاص الذين لا يشربونه، مما يشير إلى فوائده المحتملة في هذا المجال ، كما كشفت نتائج أبحاث الرابطة الأوروبية لمكافحة الروماتيزم والكلية الأمريكية لأمراض الروماتيزم أن المرضى الذين جمعوا الشاي الأخضر مع برنامج للتمارين الرياضية أظهروا تحسنًا سريريًا ملحوظًا في مؤشرات المرض، مقارنة بمن اعتمدوا فقط على الأدوية أو التمارين وحدها ، ويُعتقد أن ذلك يعود إلى التأثير القوي لمضادات الأكسدة في الشاي الأخضر.
وتابع : هناك دراسة أخرى نشرتها مجلة العلوم الفيزيائية والعلاجية وشملت 120 مريضًا سعوديًا مصاب بالروماتويد أشارت إلى أن تناول الشاي الأخضر لمدة ستة أشهر، سواء بشكل منفرد أو بالتوازي مع أدوية مثل “إينفليكسيماب” أو مع ممارسة الرياضة، أدى إلى تحسن سريري أكبر في مؤشرات نشاط المرض مثل انخفاض مستوى البروتين المتفاعل C (CRP), انخفاض معدل ترسيب كرات الدم الحمراء (ESR), تقليل عدد المفاصل المنتفخة وربما يعود ذلك إلى النشاط المضاد للأكسدة المحتمل الأعلى للشاي الأخضر ، ويبدو أن كل من التمارين الرياضية وتناول الشاي الأخضر مفيدة كعوامل غير دوائية للروماتويد سواءً بمفردهما أو معًا، ومن جهة أخرى أوضحت إحدى الدراسات أن مركب يبيغالوكاتشين الموجود في الشاي الأخضر يعزز من تمعدن الخلايا العظمية، مما يساهم في تقوية العظام والوقاية من هشاشتها، خاصة لدى النساء.
واضاف د.ضياء أن الخشونة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالشيخوخة، وينتشران لدى كبار السن ، وفي مراجعة نشرتها مجلة مضادات الأكسدة تُلخّص المعلومات المتوفرة حول الآليات الدوائية المُحتملة للشاي الأخضر وEGCG من حيث تخفيف تفاقم خشونة المفاصل من خلال خصائصه المُضادة للالتهابات، والمضادة للأكسدة، ومضادات الأكسدة في الدراسات السريرية وما قبل السريرية ، وقد ثبت أن GTCs وEGCG (i) يُخفّضان مستويات الوسائط الالتهابية (COX-2، IL-1β، TNF-α) ، مما يُؤدي إلى انخفاض موت الخلايا الغضروفية، وتدهور الكولاجين، وتآكل الغضاريف ، وتمتلك هذه المواد إمكانات كبيرة كنهج جديد في التخفيف من تطور خشونة المفاصل.
ونوه د.ضياء أنه رغم الفوائد العديدة إلا أن بعض المركبات الموجودة في الشاي الأخضر قد تؤثر سلبًا على امتصاص الكالسيوم، مما يؤدي إلى ضعف العظام وهشاشتها، لا سيما عند الاستهلاك المفرط أو مع أنواع شاي أخرى غنية بالكافيين ، وبناءً على الأدلة العلمية، إذ يبدو أن الشاي الأخضر قد يُساهم في تخفيف أعراض الروماتويد والخشونة وهشاشة العظام، خاصة عند استعماله مع نمط حياة صحي يشمل ممارسة التمارين الرياضية، غير أن الإفراط في تناوله قد يكون له عواقب سلبية، لذلك يُنصح بالاستهلاك المعتدل وتحت إشراف طبي، خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة أو مشاكل في العظام والمفاصل.
ويواصل د.ضياء : قد يتساءل البعض: لماذا لا أتناول الشاي الأخضر على شكل مكمل غذائي (سبلمنت) للحصول على فوائده بشكل مركز وسريع؟
وهنا أوضح أن هذه الفكرة شائعة، خاصة بين من يسعون إلى خسارة الوزن أو الاستفادة السريعة من مضادات الأكسدة الموجودة في الشاي الأخضر، وأبرزها مادة EGCG ، فرغم أن مكملات الشاي الأخضر تحتوي على تركيزات عالية من هذه المادة الفعالة، إلا أن استخدامها لا يخلو من التحذيرات ، فقد أظهرت تقارير علمية، من أبرزها تقرير الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية (EFSA, 2018)، أن جرعات من EGCG بكمية 800 ملغ أو أكثر يومياً من خلال المكملات الغذائية يمكن أن تؤدي إلى زيادة ملحوظة في إنزيمات الكبد، وهي دلالة على تأثير سلبي على وظائف الكبد ، ومعروف طبيا أن الكبد هو العضو المسؤول عن تحليل مركبات البيورين في الجسم وتحويلها إلى حمض اليوريك ، وفي الحالات الطبيعية، ي…