
الاعلامي : معلا السلمي
يرحلون بصمتٍ أحيانًا وبألمٍ أحيانًا أخرى. يغادرون مقاعدهم في حياتنا وتخلو الأماكن من حضورهم لكنها لا تخلو من أثرهم. أولئك الذين عاشوا معنا لحظاتٍ لا تُنسى ثم مضوا… وكأنهم صفحة طُويت لكنها ما زالت تعبق بالحبر.
عندما يرحلون تتوقف عقارب الوقت عند أجمل اللحظات. لا نذكر إلا ضحكاتهم ولا نسترجع إلا مواقفهم النبيلة وكلماتهم التي كانت تلامس القلب بلطف. تغيب خلافاتنا الصغيرة وتذوب الفجوات، ويبقى منهم ما يستحق أن نحتفظ به في الذاكرة وفي القلب.
الذكريات الجميلة لا تموت بل تعيش فينا، تضيء ليالينا الحزينة وتواسي أرواحنا المكسورة. نتذكّر تلك النزهة وتلك النصيحة وتلك الضحكة التي ما زالت تتردّد في الأرجاء. كأنهم ما زالوا هنا لكن بشكلٍ آخر… في صورة أو في دعاء لا ينقطع.
ليست خسارتنا في رحيلهم فقط بل في كمّ اللحظات التي كان من الممكن أن نعيشها معهم لو أن العمر أطول أو الكلمات أكثر .
ومع كل ذكرى نتعلم شيئًا عن عن الفقد عن الامتنان. نتعلم أن نعطي بكرم لأننا لا نعرف متى يرحلون.
الراحلون لا يغيبون كليًا فهم باقون فينا ما بقيت الذكريات. فلنحفظ لهم أجمل الصور وندعو لهم بأصدق الدعوات ونتعلّم أن نكون أجمل في حضرة من بقوا وفاءً لمن رحلوا .