صحة

مختص : “الكولاجين” يقل مع التقدم في العمر .. وهذه أبرز المصادر لتعويضه

غيدا موسى – جدة

كشف طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين ، أنه مع التقدم في العمر يقل “الكولاجين” من الجسم ، وهنا يجب تعويضه بالحرص على مصادره الغذائية الطبيعية أو عبر المكملات الغذائية التي يصفها الطبيب ، فهناك مصادر غذائية طبيعية تدعم الجسم بـ” الكولاجين ” الذي يعتبر البروتين الأساسي في جسم الإنسان،
فهو أكثر البروتينات وفرة في جسم الإنسان ويشكل ثلث مستوى البروتين في الجسم ، وهو المكون الرئيسي للأنسجة الضامة مثل الجلد والعظام والأوتار والأربطة ، إذ يلعب الكولاجين دوراً هاماً في الحفاظ على مرونة الجلد مما يقلل من ظهور التجاعيد, وتقوية الأنسجة وتعزيز وحماية المفاصل ، ودعم الغضاريف مما يساعد في تقليل آلام المفاصل وتحسين الحركة ، والحفاظ على كثافة العظام وقوتها ، وتعزيز صحة الشعر والأظافر ونموهما ، ويعزز الكولاجين صحة الأمعاء، مما يساعد في علاج مشاكل الهضم مثل متلازمة الأمعاء المتسربة بجانب المساهمة في عملية التئام الجروح من خلال جذب الخلايا الجلدية وتحفيز تكوين أوعية دموية جديدة.
وتابع د.ضياء : يحتوي الجسم على 28 نوع من الكولاجين، لكن هناك 5 أنواع رئيسية من الكولاجين، وهي ما يلي:
-النوع الأول ، ويشكل 90% من الكولاجين الموجود في الجسم، فهو موجود في جميع أنحاء الجسم، ما عدا في الأنسجة الغضروفية ويتركز في الأسنان والعظام، الأوتار، أربطة المفاصل، والجلد.
-النوع الثاني ، ويوجد بشكل أساسي في الغضاريف المرنة، وهو مسؤول عن مرونة وحماية المفاصل فعندما تقل مستويات هذا النوع من الكولاجين، تتوقف الغضاريف عن التجدد وتضعف، وتحدث الخشونة. بالتالي إن تناول هذا النوع من الكولاجين قد يساهم بإعطاء فوائد الكولاجين للمفاصل كما أنها وجد له دور في تحسين القرنية والسائل الموجود داخل العين،
-النوع الثالث ، ويوفر المرونة للأنسجة كالجلد، الرئتين، وجدران الأوعية الدموية.
-النوع الرابع ، ويدعم الأغشية القاعدية في الأنسجة الطلائية، وهو عنصر أساسي في الأعضاء الحيوية.
النوع الخامس يوجد في أسطح الخلايا والشعر والمشيمة.
وأضاف: هناك أسباب لنقص الكولاجين وتنقسم إلى فئتين: وراثية ومكتسبة ، فمن أشهر الأسباب الوراثية مرض “سوء تخلق العظم الوراثي” الذي يعاني فيه المصابون من نقص في إنتاج الكولاجين أو خلل في تركيبه ، أما الأسباب المكتسبة فتشمل الشيخوخة، بعض الممارسات الخاطئة بتدمير مخزون الكولاجين في الجسم، ومنها: سوء التغذية، التدخين، الكحول، تناول كميات كبيرة من السكر وقلة النشاط البدني، الإكثار من التعرض لأشعة الشمس دون وقاية وسوء النوم وبعض الاختلالات الهرمونية مثل انقطاع الطمث، وبعض حالات التهاب المفاصل مثل الروماتويد والذئبة ، ونقص الكولاجين يمكن أن يؤثر على مرونة المفاصل وحركتها، مما يؤدي إلى الشعور بالألم وصعوبة الحركة ، وقد يحتاج الجسم عند نقصه إلى تناوله من خلال الأطعمة والمكملات الغذائية ، وذلك عبر الاستهلاك المنتظم للأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من البروتين ، وتناول المكملات الغذائية للكولاجين على هيئة مسحوق أو شراب ، إذ تعتبر غالبية مكملات الكولاجين التي يوصي بها الأطباء بعد التشخيص غنية بالببتيدات التي تحتوي على أحماض أمينية، بما في ذلك البرولين، والجليسين، والهيدروكسي برولين. ويعتبر فيتامين سي مهمًا في عملية إنتاج البروكولاجين في الجسم والذي يتم تحويله لاحقًا إلى الكولاجين وهذا هو سبب أن مكملات الكولاجين التي تأتي في شكل كبسولة غالبًا ما تحتوي على فيتامين سي.
ويواصل د.ضياء قائلا: بالرغم أن بعض الدراسات أظهرت أنه عند إعطاء النوع الثاني من الكولاجين، قد ظهر تحسن في تورم المفاصل وزيادة في وقت المشي دون الشعور بالألم، فقد نشرت مجلة Clin Exp Rheumatol في 2025 مراجعة منهجية شملت 11 دراسة محكمة على 870 شخص حيث خُصص 451 منهم لمجموعة مكملات الكولاجين و419 لمجموعة الدواء الوهمي ، وقد أظهرت النتائج أن تناول الكولاجين عن طريق الفم ادى الى تحسنًا ملحوظًا، إحصائيًا وسريريًا لأعراض الخشونة في كلٍّ من الدرجات الوظيفية ودرجات الألم. وبالرغم من هذه النتائج ولكن مازالت الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية والتابعة للاتحاد الأوروبي تحتاج مزيدا من الدراسات لدعم فوائد مكملات الكولاجين.
وختم د.ضياء حديثه بقوله:
هناك مصادر غذائية طبيعية للكولاجين مثل الكوارع ومرق العظام وهو مصدر الكولاجين الأمثل كذلك الأسماك ذات القشور، المحار ، واللحوم الحمراء والبيضاء ومرق الدجاج ، والخضروات الورقية الخضراء والتوت، البيض، تحتوي المكسرات مثل الكاجو واللوز والجوز وبذور الكتان وبذور الشيا على الزنك وفيتامين E والدهون الصحية التي تحمي الكولاجين. على الرغم من أن الكوارع غنيه بالفوائد ، لكنها قد تكون مضرة للغاية لمرضى القلب على الأخص ، ومع كل ما سبق من النظام الغذائي المتوازن ينصح بالرياضة والنوم الصحي وتجنب التدخين وحرارة الشمس والابتعاد عن مصادر التوتر والحد من تناول الوجبات السريعة والاهتمام بالأكل الصحي.

مريم المقبل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى