مقالات وشعر

هل تعود الروح؟

 

عندما تتوجع الروح…

ينطفئ شيء في الداخل، شيء لا يُرى ولا يُشرح، لكنه يُحس بثقل غريب في القلب، وبفراغ لا يملؤه ضوء.

تمر الليالي ببطء، تُصاب الكلمات بالخرس، وتغدو الضحكات بعيدة… كأنها من حياة أخرى.

تشعر أن جزءًا منك قد ضاع، وأن العالم كله يمر من حولك دون أن يراك.

لكن، رغم كل ذلك… الروح لا تموت.

هي فقط تنحني. تتوارى قليلًا، تلتقط أنفاسها بصمت، وتتعلم كيف تعود.

تعود، لا كما كانت، بل كما أصبحت بعد التجربة:

أكثر وعيًا، أعمق إحساسًا، أشد نقاءً، وربما… أقل اندفاعًا.

تعود وهي تدرك أن الألم لم يكن لعنة، بل درسًا.

وأن الخذلان لم يكن نهاية، بل بداية لمعرفة الذات.

تعود بشموخ يشبه شموخ الغيم بعد المطر، وبسلام يشبه ارتياح الأرض بعد العاصفة.

تعود، نعم… حين نُمهلها، نحتويها، ونصدق أنها تستحق الشفاء.

فلا تخف من الوجع، ولا من التغيير الذي يصنعه…

فالروح، وإن تألمت، لا تنكسر… بل تُصقل

سلمى حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى