
سامي الصقر
عندما نحاول تعريف المدمرات، أو المتفجرات قد نجد أنها مترادفات على سكة المعنى، وأن مضمونها، وجوهرها، متوافق حتى في حال اختلاف الصفات، أو الأساليب الممارسة لكل منها على حده، لأن الحصيلة واحدة، فالمخدرات سواء تداولها او تناولها تعني نهاية طريق الحياة، وذلك بدمار الفرد المؤثر بشكل مباشر على الأسرة أو المؤسسة التي ستعكس سلباً بطبيعة الحال على مكون المجتمع وإرباكه، وكذلك الإرهاب، فالنتائج تساوي الدمار .
ولعل الجميع يتفق في ذلك، وقد تكون الظاهرة المتغربة في الوسائل الإعلامية من التحليل، وعدم الاسقاط المباشر على المصدر والاستقصاء الذي يوضح للجمهور العلاقة فيمن يصدر الإرهاب والمخدرات قد يبرره السبق على خبر القبض اكثر من التفاصيل الأهم ربما، لكنها ليست بغريبة على من يحاول ربط مصادر الإرهاب والمخدرات والعلاقة في القاسم المشترك بين الإرهابيين والمهربين ومروجيها التي اجتمعت على دمار كل قيم إنسان المملكة وتشكلت بظاهرة صارخة، ولو نلاحظ أن من يقوم بعمليات الإرهاب وتهريب المخدرات ذات الأحزاب المتطرفة التي تقوم بالاستدراج والابتزاز والاتجار في البشر، وأن المقصود في القاسم المشترك هنا ليس فقط صفات تجتمع بينهم ، بل وصل الحد إلى ضراوة العداء بتفعيل كل أساليب الحروب بأشكالها المختلفة على اتجاه الهدف المحدد من أصل المصدر المتنوع في سلوك العداوة بدليل أن من يقوم بتهريب المخدرات هم ذات الأحزاب التي توجه أسلحتها علينا، فالهجمات التي حاولت علينا لا يحصر عددها والمخدرات التي لا تحصى في محاولة تهريبها من الخارج وإلى منافذنا لم تكتفي، وليس هذا فحسب بل البلوى الكبرى أن يتم تصنيعها داخل البلاد من بعض الوافدين الكيميائيين الذين يقومون بتصنيع أخطر الأنواع من مواد المخدرات وهي (الشبو) الذي قد صور لنا حجم المآسي إثر القضايا الجنائية المرتكبة من متعاطي هذه المادة على من حوله ، وبالأخص العوائل التي بأي ذنبً قتلت، وللمثال على التشبيه إن متعاطي مادة الشبو كحامل حزام الناسف المتفجر، والفرق بينهما أن ضحايا الشبو عشوائيين وضحايا الحزام الناسف معروفين فبالنظرة الشمولية تعتبر دمار وإرهاب، ونتيجةً للحروب المنظمة فإن الاحتمال الغالب أن الجنود الذين يقومون بتصنيع هذه المادة قد تم إعدادها ليس في تحصيل الأموال أو بالمصادفة أكثر من ضرب المجتمع لتحقيق أهداف من يقف خلف تلك الأجندة المصنعة لمادة الشبو.
وقد يكون إحصاء نسبة الجالية التي تقوم بتصنيع هذه المادة قد تساعد على تحديدها والتركيز عليها لتحقيق غاية الحملة الأمنية على المخدرات.
وفي بلاغ الكلمة نحمد الله على ما أنعم علينا به ونسأله ان يجزل عنا جزيل الشكر والعرفان أحبابنا سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد رئيس مجلس الوزراء، وبواسلنا الكرام جنودنا، وان يحفظ بلادنا، وشعبنا العظيم، فخراً وذخراً للمؤمنين.