ثقافةمقالات وشعر

يوميات معلمة: حمامة

لا يُقتصر نيل العلم على البشر  بل الجن و الانس معًا

بقلم: ليلى حافظ

خط القلم ، و فك الحرف ، و زنة الكلم علم اللغة لا ينفرد بها للبشر بل الجن لهم تطلعات البشر .

ترافق حمامة معلمة اللغة العربية صباح اشراقة شمس كل يوم جديد تفتح الباب تحلق الحمامة الى ان يهدأ دوران مروحة

الهواء خوفًا عليها يغلق دورانها فتقف ثابتة على أجنحة مروحة تمكث طول وقتها بدون

ضجيج و لا ازعاج يقلق طالبات العلم بانتهاء الدرس دقَٓ الجرس يُفتح البابُ و تنطلق الحمامة محلقة نحو الباب فتخرج بدون اصدار اي ذعر و خوف في النفوس .

كل يوم ، و لكن تدور الايام و تتغيب المعلمة لمرضها لمدة خمسة عشر يومًا و أكثر ، و يتم

العلم ينتقى من علمائه و تجتهد النفوس لنيله يطيب الارواح ، و يهذب الاخلاق ، و ترجع معلمة اللغة العربية لتلقي علمها

، و ينتفع منه .

، و في نفس الفصل خارجه تقف المعلمة تلتقط انفاسها استعدادًا ليوم جديد يُكدح فيه ، فتقف الحمامة كعادتها يفتح لها الباب

و يغلق دوران مروحة الهواء فتحلق الحمامة ، و تنتظر وقوف دورانها لتقف لكن اصوات الطالبات يعلو ، و ترددن بصوت واحدٍ لم

يُفْهَم و تم اختيار واحدة منهن تتحدث لبيان

الامر قالت : يا استاذتي من يوم غيابك لم تحضر هذه الحمامة الا يوم مجيئك .

بكل هدوء ، و سكينة اغلقت الباب و بدات شرح الدرس و في خاطري امرٌ ما ، و كالعادة انتهى الدرس ، و دق جرس انتهاء الحصة

فتحت الباب و حلقت الحمامة ، فهَمَتْ بالخروج ، و كل يوم تاتي لتنال علم اللغة العربية فلا يُقتصر نيل العلم على البشر

بل الجن و الانس معًا .

عبدالعزيز العنزي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى