
بقلم / محمد الفايز
عرفنا أن الزلازل والكوارث الطبيعة تهز الأرض وتقلب سافلها عاليها.. سمعنا عن زلزالٍ هزَّ الجبال، لكن هل سمعنا عن جبل هزَّ الزلزال.. جبل بشري اسمه السعودية..
كنا خلف شاشات التلفزة نتابع عن كثب ما يمر به إخوتنا في سوريا وتركيا من كارثة قدرها الله، وما إن انتشرت أخبار المصيبة حتى وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، وجها بتقديم كافة أنواع الدعم والمساعدات والإغاثة للمنكوبين في البلدين الشقيقين، وبالفعل تحركت الوفود السعودية عبر الجسر الجوي بين الرياض وغازي عينتاب، تحمل رسالة واحدة مَفادُها أن المملكة بلاد الخير والبركة لا تترك مسلمًا يتألم حتى تكون إلى جانبه، تطعمه إذا جاع، وتمسح دموعه إذا بكى..
هذه هي القيادة الحكيمة العادلة التي منَّ الله علينا بها، وجعلها ولاة أمرنا، اتخذت من العدل والمساواة مبدأً وحيدا لها، لم تفرق بين عربي وأعجمي -إلا بالتقوى- وآست بين جميع أبنائها دون تمييز.
من رأى عظمة الموقف المشرف والنبيل للمملكة في نكبة الزلزال أدرك يقيناً أن الله عز وجل اختار آل سعود حفظهم الله ليس فقط لخدمة شعبهم، بل لخدمة الإنسانية جمعاء.
لم تكثر المملكة من الكلام الفارغ كما فعلت بعض الدول الغربية، بل إن صوت المملكة كان فعلها في أرض الميدان، عندما هبت لنجدة المستغيثين، لتعطى دروسًا في الإنسانية للدول التي تصيح ليل نهاراً بحقوق الإنسان، فأخبرتهم المملكة إن حقوق الإنسان تكون بخدمة الإنسان في محنته، وليس في إصدار بيانات لا تساوي قيمة الورق الذي كُتبت عليه.
على الضفة المقابلة، وأمام الكارثة الأليمة كانت المملكة من السباقين للنجدة، فأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان، أمروا بفتح جسر جوي لا يتوقف، لإغاثة المنكوبين جراء الزلازل في سوريا وتركيا.
والاحترافية والتعامل السريع والعمل المتقن والتنفيذ المباشر للمهمة في طواقم الإغاثة أبهرنا حقيقةً ونحن خلف شاشات بنخبة من أبناء وبنات الوطن من خلال هذه المنظومة المتكاملة لمركز الملك سلمان بن عبدالعزيز للإغاثة حفظه الله.
من جانب آخر نسلط الضوء على المنصات الرسمية الإلكترونية وسرعة المساهمة في إطلاقها الحملة الشعبية للتبرع هذه المنصات الفريدة في الأعمال الخيرية أبهرت العالم في احترافيتها وحصدها الأرقام الكبيرة.
وفى الختام أُنهي كلماتي هذه بالمقولة الشهيرة لسمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله عندما قال: همة الشعب السعودي مثل جبل طويق لن تنكسر حتى يتساوى هذا الجبل مع الأرض.