
غيداء الغامدي ـ متابعات
أكدت الاستشارية النفسية الدكتورة هويدا الحاج حسن ، أن صدمة ما بعد الزلزال هي من أكثر الأعراض النفسية التي قد يتعرض لها من واجهوا الواقع المؤلم في سورية وتركيا وتم إنقاذهم من تحت الأنقاض لأن الله سبحانه وتعالى كتب لهم حياة جديدة بعد أن واجهوا أصعب موقف في حياتهم ، إذ إن البعض وخصوصاً الأطفال والسيدات وكبار السن قد يستذكرون هذا الواقع كفلاش باك في حياتهم بشكل متكرر لكونه يمثل صدمة كبيرة تعرضوا لها في لمحة البصر.
وقالت إن أعراض صدمة الزلازل تختلف تأثيراته بحسب المرونة النفسية أو المناعة النفسية لدى الأفراد سواء الأطفال أو النساء أو الكبار ، وقد تنعكس على هيئة الاكتئاب والقلق الشديد، وعدم القدرة على النوم ورؤية الكوابيس باستمرار، فضلًا عن الشعور بفقدان الثقة وفقدان الشهية وانعدام الرغبة في تناول الطعام أو الشراب ، وبالتالي فأن تقديم الدعم النفسي لهؤلاء الأطفال يأتي في الأهمية ذاتها مع تقديم الغذاء والعلاج الجسدي والحاجات الإنسانية الأساسية.
وأضافت د. هويدا أن أعراض ما بعد الصدمة قد يعيشها أيضا من فقد أهله وأقاربه وأصدقاؤه تحت الأنقاض ، لكون الأجهزة العصبية في هذه الحالة تصبح تحت الضغط النفسي ، كما أن متابعة الأحداث وتناقل الصور والفيديوهات المرتبطة بالزلازل والحدث المؤلم قد يسبب الضغط العصبي والمخاوف وخصوصاً لدى الأشخاص الذين ما زالوا يترقبون مصير المفقودين من أسرهم وأهاليهم لكون المأساة مروعة والمعاناة كبيرة.
واختتمت د .هويدا حديثها بالقول: مواجهة ” اضطراب ما بعد الصدمة” يكون من خلال تكثيف الجهود ( وهو الأمر الذي نلمسه الآن إذ تكاتفت جميع الدول لمساندة سورية وتركيا ) ويشمل ذلك توفير المأوى والغذاء والرعاية الصحية وكل أنواع الدعم ، وأيضًا تعزيز جانب التعافي من الآثار النفسية التي خلفتها الكارثة، وهنا يجب أن تلقى الحالات الرعاية النفسية بعد تقييمها ودراستها ، فكما أشرت وضع الحالة النفسية سيختلف من شخص لآخر ومن صغير لكبير ، والحمد لله تم التركيز وإعطاء الأولوية للرعاية الصحية والنفسية لجميع من تعّرض للزلزال المدمر.