مقالات وشعر

الاكتفاء الذاتي روح القوة ومصدر السيادة

بقلم الكاتبة: نورة السالم

في زمنٍ تتسارع فيه المتغيرات وتتسع فيه التحديات، يبرز الاكتفاء الذاتي كقيمة عليا تعكس وعي الإنسان بقدراته، واستقلاله عن الاتكالية المفرطة، سواء على المستوى الفردي أو المجتمعي.
الاكتفاء الذاتي ليس مجرد شعار مثالي، بل هو منهج حياة ينبثق من إيمان المرء بما لديه من إمكانيات، واستثماره الأمثل لما يملك من طاقات وموارد. فمن يزرع فكره، ويحصد جهده، وينسج حُلُمَه بخيوط صبر هو من يذوق ثمرة التمكين الحقيقي.
التحلي بالاكتفاء الذاتي يُصقل الإرادة، ويغرس الثقة في النفس، ويحرر الإنسان من التبعية الفكرية والمادية، مما يجعله أكثر قدرة على اتخاذ القرار، والتفاعل الإيجابي مع محيطه. كما يعزز روح العطاء، لأنه حين يفيض من الداخل، يصبح قادراً على الإسهام في محيطه بقوة وثبات.
على المستوى الوطني، فإن الاكتفاء الذاتي هو صمام الأمان لأي أمة تسعى لسيادتها واستقرارها، خصوصاً في ميادين الغذاء، والتعليم، والطاقة، والصناعة. وها نحن نشهد كيف تسهم خطط التنمية الوطنية في ترسيخ هذه القيمة من خلال رؤية طموحة تستنهض القدرات وتعتمد على الكفاءات المحلية.
وفي النهاية، فإن التمسك بالاكتفاء الذاتي لا يعني الانعزال عن الآخرين، بل يعني أن تكون العلاقة مبنية على التكامل لا التبعية، وعلى التعاون لا الاستهلاك. هو دعوة للاستثمار في الذات، والإيمان بقدرتها على النهوض مهما تعثرت الخطى.

مريم المقبل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى