
تأليف السيد هاشم بن علي الكاف
دفنت ام علياء يالتّبني، وعم الحزن المكان وكان ياما كان وتم تبني الطفلة من قبل عائلة الصياد منصور، فقال لزوجته عندما كنت أنقذ الأم كانت تُتَمتِم وتقول أحمد، أبو أحمد، علياء فربما كانت علياء اسم هذه الطفلة، فاتفق منصور وزوجته تسميتها علياء،
أبو علياء وصل الهند وعند وصوله إذا هو يسمع عن رجل يسأل الركاب القادمين عن علياء وأمها وإذا ما سمع أحد عنهم أي خبر فذهب أبو علياء إليه فسأله ما خبرك يا رجل، فحكى أبو أحمد قصة علياء وكيف وجدها و و و و الخ، وأخبره كذلك أبو علياء غن فقدها وعن القصة كاملة وكيف عرف عن أبو احمد ذهابه للهند،
اليوم تعرف أبو علياء على من رعى ابنته وعرف أبو أحمد من هو أبو علياء تلك الطفلة الملقاه على الأرض يوما من الأيام وكذلك تعرف الأب كيف سُميّت بنته بعلياء. فقرر أن يبقي هذا الاسم وعدم مناداتها باسمها الحقيقي كونها لم تعرف به، وكذلك ظلت علياء علياء.
أبو علياء لم يُشفى غليله برؤية علياء بل زاد القلق والتوتر، فقرر أبو علياء أن يبقى مع أبو احمد وان يكوّنوا فريقا للبحث عن علياء وأمها، وهكذا فعلا.
ذهب منصور إلى البحر وعاد يبتغي رزقه، تاركا علياء مع زوجته وأبناءه، ذهب في رحلة صيد مع بعض الصيادين للبحار العميقة حيث السمك بأسراب كبيرة، وبينما هم في رحلة صيدهم إذا به يسمع نداء استغاثة من بعيد ولا يمكن رؤية الأفق البعيد كون الضباب يغطي المكان ولكنه راح يتتبع إاجاه الصوت إلى أن رأى زورقاً قد تعلق في الحيد المرجاني وبه نفر من الصيادين، فقرُب منهم بحذر وقام بحمل أفراد القارب، وكذلك حاول سحب الزورق العالق ولكن كلما ازادادت قوة السحب كلما تضرر الزورق أكثر، فقرروا أن يتركوا الزورق العالق في مكانه لعدم جدوى إخراجه كونه قد تضرر كثيرا.
عاود منصور الإبحار بعيدا عن الزورق المتضرر وراح يكمل صيده ، تبادلوا الحديث والقصص وتكلموا عن سبب إبحارهم فعلم منصور منهم خبر علياء وأمها فأخبرهم منصور عن قصته فقرروا جميعا العودة لإخبار أبو أحمد بالخبر. وبالفعل حوّل ابو أحمد وجهته إلى أقرب ميناء وذلك للذهاب للهند. عندما وصلوا طلب منصور من فرقة البحث النزول والذهاب للهند لإخبار أبو أحمد، فأنزلهم منصور وعاد لرحلة صيده.
منصور لم يخبرهم عن عنوان بيته بل أخبرهم عن الجيرة والكوخ، وذلك حرصاً منه ليتأكد من صحة خبرهم حماية لعلياء.
بدأ فريق البحث رحلة العودة للهند وبالفعل وصلوا وأخبروا أبو أجمد ، وأبو علياء بالقصة والأخبار السعيدة.
فقرروا أن يذهبوا بعد يومين إلى أن تهدأ العاصفة وينجلي الضباب.
كان فصل الشتاء قد حل باكرا وبدأ الطقس في البرود والجزيرة التي كانت تسكنها علياء ، قد امتلأت بالصيادين ودبت الحركة فيها.
مضت اليومين فأخذ الأبوين زورقا ومعهم عدد من الأفراد ليساعدوهم في رحلتهم، وفي الطريق يمرون بمركب البحث المعلق ويقرروا أخذ باقي المعدات والمؤن منه، تم أخذ كل ما يحمله الزورق العالق ، وانطلقوا إلى وجهتهم لأخذ علياء ويستمر إبحارهم.
منصور كان قد ملئ زورق صيده سمكا وها هو ينطلق لبيعه وتوزيع المكاسب ثم العودة منتظراً رحلة أخرى.
التقى منصور بأبو أحمد وأبو علياء في البحر فقرر منصور كعادته الذهاب للجزيرة ليرتاح من تعب السفر في كوخه عدة أيام ثم يذهب إلى بيته ، بعد التأكد من صحة قرابتهم .. الخ، عرض الفكرة على الأبوين فرحبوا بالفكرة.
ذهبوا جميع لتلك الجزيرة وذهبوا للكوخ، وبدأ منصور بضيافتهم وقرروا أن يتسامروا على أطراف الجزيرة تحت ضوء القمر، فأخبر منصور أبو أحمد وأبو علياء عن المرأة التي توفت ، وعن ما قالته قبل وفاتها، فعلم الجميع اسم تلك الطفلة “علياء”.
وبينما هم كذلك يضحكون ويلعبون ذهب منصور لقضاء حاجته وعند عودته علق بفخ صيدٍ كان قد نصبه الصيادين ولكنه أصاب منصور في شريات الرجل اليسرى وراح ينزف، فأخذ في الصياح منادياً أصدقاءه لينقذوه ولكنهم لم ينتبهوا للنداء. بعد فترة تفقدوا بعضهم فإذا بمنصور غير موجود ظنوا أنه هرب منهم أو ذهب للنوم في الكوخ.
منصور من إصابته بالغة ، وفقد دما كثيرا وأصبح النزيف نذيراً لموت مؤكد، لم يستطع منصور الخروج من الفخ ولم يستطع إيقاف النزيف.
يستمرون في البحث عن منصور فوجدوه أخيراً مستسلماً لجروحه، فقد سبب هذا الفخ له بالتسمم والنزيف وجرح كبير غائر، حاولوا إنقاذه ولكن ساعته قد حانت قبل إنقاذه “إنا لله وإنا إليه راجعون” كانت هذه كلمات الحضور.
كيف لعلياء أن تلتقي مع أهلها وذويها فكلما قربت يوما بعُدت أشهراً.
هكذا تتوالى الأحداث تباعاً، وتستمر معاناة علياء ولا زال البحث مستمراً، فهل تعود علياء لأحضان أبوها أم تبقى من الذكريات المؤلمة.
نلتقي في الحلقة الخامسة