مقالات وشعر

الكرسي الفارغ

 

في زاوية قاعة التدريب، جلست “ليلى” بهدوء.

لم تكن كباقي الحضور… لم تتحدث كثيرًا، ولم ترفع يدها للإجابة. لكنها كانت تُصغي باهتمام، تكتب ملاحظات بدقة، وتبتسم كلما ذكر المدرب كلمة “أمل”.

 

في نهاية الدورة، سألها المدرب أمام الجميع:

– “ليلى، لماذا اخترتِ أن تكوني هنا؟”

ابتسمت وقالت بصوت واثق:

– “لأنني وعدت نفسي ألا أترك الكرسي فارغًا من بعد اليوم.”

تعجب الحضور… فسألها:

– “ماذا تقصدين؟”

أجابت بهدوء:

– “كنت أرى الكرسي الفارغ في كل مكان… في الصف، في الاجتماعات، في الفرص… كان دائمًا لي، لكنني كنت أعتقد أنني لا أستحق الجلوس عليه.”

تنهدت وأكملت:

– “كنت أرى الآخرين أذكى، أجمل، أنجح… وكنت أنا أقف في الزاوية، أُصفّق لهم فقط.

حتى جاء يومٌ نظرت فيه لنفسي في المرآة وقلت: (كفاية!)

لو ما جلست على كرسّي، راح يجلس عليه غيري… وما راح ألوم إلا نفسي.”

صمت الجميع… وامتلأت القاعة بالتصفيق.

ليلى لم تغيّر العالم في ذلك اليوم، لكنها غيّرت عالمها الخاص.

وذلك، كان كافيًا جدًا.

بقلم أ / سمر الصباح

سلمى حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى