
بقلم الكاتبة / هيا الدوسري
سأتحدث عن محافظة النعيرية هذه المرة بشكل مختلف عما تحدث عنها من سبقني وسوف أتكلم بما أعرفه ومما سمعت أو عن خبرة بسيطة .
-سبب التسمية
يقال أنها سميت بالنعيرية نسبة ( لناعورة ماء ) كان يتوافد إليها “الرحالة” من كل مكان وسميت كذلك (بعروس الربيع) لأنها في سنة من السنين لم يأتي عليها ربيع كمثل هذه السنة واستمرت التسمية رغم مامر بالمنطقة من سنوات عجاف .. حتى يومنا هذا
وتنقسم النعيرية إلى قسمين : النعيرية الجديدة وهي تقريباً منطقة ريفية وفيها مقر الإمارة والنعيرية البلد .
– الموقع الجغرافي
تقع المحافظة في الجزء الشرقي من المملكة العربية السعودية .. وهي ذات موقع استراتيجي مميز بين العراق والكويت شمالاً والدمام شرقاً والى الجنوب الشرقي منها ( منطقة الهفوف ) الأحساء
وتعتبر منطقة صحراوية لبعدها عن البحر حيث تبعد عن الخليج العربي قرابة 200 ك.م ، وتتبع لإدارة الدمام ، وتعتبر محافظة النعيرية عاصمة وادي المياه المكون من عدد كبير من القرى أو الهجر .
وعدد سكانها ؛ مايقارب ٦٤ الف نسمة .
-أهم القرى التابعة لها:
– (الكهفة) 5 ك جنوب النعيرية .
– (ومليجة) على نفس الإتجاه منها جنوباً وتبعد حوالي 25ك متر تقريباً عنها ، ثم بعدها بـ 5ك جنوبا وعلى نفس الخط هناك قرية ( انطاع ) ويوجد بها مبنى أثري قديم .
وقبل أن نصل إلى نطاع هناك بعض القرى الأخرى إلى اليسار منها وهي (الحسي واعتيق) وغيرها .
ونسير بعدها مسافة 25 ك باتجاه (الصرار ) الذي يتفرع منه “طريقان” ..طريق يستمر في اتجاه الجنوب إلى (الونان وعريعره وجودة وحنيذ ) ثم يبدأ بعدها الخط السريع ويستمر في مساره جنوبا ًحتى العاصمة الرياض .
أما الطريق الفرعي الآخر : فيتجه من الصرار شرقاً مسافة 5ك حيث قرية ( الزغين ) باتجاه اليسار، والتي تم تغيير اسمها إلى ( الزين ) في عهد الملك عبدالله رحمه الله .
وفي حال استمرارنا على نفس المسار باتجاهنا شرقاً ودون الإنعطاف يساراً فإننا سنجد (إمارة غنوة) على بعد 5 ك تقريباً
وهي قرية صغيرة ، وإلى اليمين منها تقع قريتي ( صحاف ) و ( ثاج ) وهذه الأخيرة تعتبر قرية أثرية حيث تشتهر بالآثار القديمة منذ عهد الدولة الفارسية ويوجد بها الكثير من المجسمات والتماثيل من الذهب التي عثر عليها علماء الآثار مدفونه وقد تم وضع محميات من قبل الحكومة على هذه المنطقة لحمايتها . وهناك أيضاً عدة قرى لايتسع المجال لذكرها منها الحناة ، أم السواد ، القليب ، وأم اربيعة ، وغيرها .
وهذه القرى التابعة لمحافظة النعيرية تشتهر بكثرة مزارعها ومياهها وهوائها الريفي النقي وإلى الشمال من مدينة النعيرية توجد بعض القرى مثل ( النقيرة ) التي تقع مناصفة بينها وبين الخفجي .
-النشاط التجاري
والنعيرية كعاصمة لهذة الضواحي المحيطة بها ، تعتبر المغذي الرئيسي لها من حيث احتياج سكان هذه القرى سابقاً وحتى الآن إلى التسوق خصوصا السوق الشعبي (ومجلب الأغنام) للبيع أو الشراء وسوق النساء الذي كان قديماً عبارة عن مجموعة من الخيام تعمل فيه النساء بأعمال ( السدو ) ومستلزمات البر والإبل ، وقد تحول حديثاً إلى غرف مكيفة بدورات مياه وأصبح أكثر أريحية من السابق .
وتبيع النساء السمن والإقط وماتصنعه من منتجات حرفية ، ويوجد بها حاليا بعض من المجمعات للمواد الغذائية كمجمع العثيم ، وسوق المزرعة ، ومن أسواقها الموسمية (مهرجان الربيع) السنوي الذي يقام في أواخر شهر (ديسمبر) من كل عام ويستمر (لمدة شهر) تقريباً ويشتمل نشاطه على عدد من الأسواق المحلية والخليجية وكذلك البرامج والأنشطة الترفيهية المتنوعة ويتوافد إليه عدد كبير من الناس سواء كانوا من أهالي المنطقة أوحتى الخليج .
هناك عدد من صيدليات الدواء المنتشرة فيها بكثرة ، وأربع بنوك هي بنك الجزيرة والأهلي والرياض والراجحي ، ومن حيث الموقع فهي ذات موقع استراتيجي مميز بين العراق والكويت شمالاً والدمام شرقاً والى الجنوب الشرقي منها ( منطقة الهفوف )
-آثار وتراث النعيرية
النعيرية كما علمت كانت قبل أكثر من ( ستين عاماً ) عبارة عن ( صنادق وعشاش وخيام) يسكنها بعض من “البدو الرحل “الذين يعملون با لحرف اليدوية وكانت استراحة للمسافرين و محطة للعابرين القادمين من الشمال ( العراق و الكويت ) أو غيرها من المدن المحيطة بها . وكان يوجد بها آنذاك مطعم واحد صغير ، ومقارنة بمطاعمها الآن فإنها تكاد تغص بالمطاعم سواء كانت مطاعم شعبية أو عالمية .
-النعيرية ماضي وحاضر
وتعتبر النعيرية من أكثر المحافظات التي لازالت محافظة على التراث الشعبي فيها ويتضح ذلك بالأهتمام الكبير بالمخيمات البرية الموسمية خلال فترة الخريف والشتاء ، ولازال السكان فيها متمسكين ببعض العادات والتقاليد القبلية ولا زالت علاقات الود بينهم قوية ومترابطة رغم اتساع المنطقة ، فهم أناس طيبون وكرماء
وكثير من الناس يفضل أن يقيم في منطقة مثل النعيرية لسهولة الحياة والتنقل فيها وقلة الزحام في الشوارع فليس هناك من يخشى تأخرة عن العمل أو الدوام في المدارس ، وقد تم مؤخراً الاستغناء عن اشارات المرور والاكتفاء بالدوار ، وهي منطقة هادئة جداً ومريحة
-ماذا قالوا عن النعيرية؟
سأختم مقالي بهذه الأبيات لشاعرٍ مجهول يقول:
أحــب الربـيـع وشـوفـة العـشـب والنـويـر وأحــب المـطـر وأحـــب شـــوف النعـيـريـه
وأحـب اتمشـى مـن مليجـه الـى الـصـرار وأحـب الهـوى لاهــب مــن غــرب عصـريـه
سلا صدري الضايق من الهم واللي صار تـــرى الـبــر راحـــه لـلـصـدور الشـقـاويـه
زهـقـنـا مـــن التـلـفـاز ومـتـابــع الأخــبــار تشتـت شقـى نفسـي ولــو هــي خـلاويـه
تــرى الـبـر والمكـشـات للضـايـق المحـتـار عـلاج النفـوس الـلـي مــن الـوقـت مبلـيـه
زمـالـيـق ربـلــه والـخـزامـا مـــع الـصـفـار وريـحـة نفـلـهـا طـــب نـفـسـي ومـــا فـيــه
وأخيراً ؛ تظل النعيرية وأهلها تماماً كما وصفها الشاعر في الأبيات المذكورة وستظل متنفس لأهل الخليج أيام الربيع
الذين يجدون فيها راحتهم بما تتميز به من هدوء وأجواء
برية فبعضهم يقضي بها وقت الإجازات في مخيمات خاصة والبعض الآخر يستقر بها بعد التقاعد والبعض يأتي للتسوق والترفيه .