اليوم الوطني 93

اليوم الوطني هو تأكيد وعرفان وامتنان للمؤسس طيب الله ثراه

 

بقلم صاحب السمو الملكي الأمير اللواء

ركن مهندس الدكتور بندر بن عبدالله بن تركي آل سعود

صحيح.. يومنا الوطني المشرق المجيد، هو يوم للفرح والابتهاج، والاحتفاء بهذا المنجز الكبير: الوطن القارة، الذي أصبح اليوم شامة بين الأمم، وقبلة للمسلمين، ومقصدًا للمحتاجين من كل الأمم، لمد يد العون والإغاثة، ومركزًا مهمًا لصناع السياسة والاقتصاد في العالم، حتى أولئك الذين يرون في أنفسهم دولاً (عظمى) يشدون الرحال إليه صباح مساء من كل فجٍّ، طلبًا للدعم والمساعدة والرأي السديد لحل العقد، وتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في العالم.

كما أنه يوم لتأكيد العرفان والإمتنان للمؤسس الذي أفنى حياته الطيبة المباركة كلها في كفاح وجهاد، غير آبهٍ بالصعاب، ليترك لنا هذا الإرث الفاخر الباذخ، الذي نفاخر به العالم أجمع.

وهو يوم نزجي فيه الشكر والتقدير لأبناء المؤسس، الذين تولوا قيادة السفينة من بعده، وحملوا الراية، وتحملوا المسؤولية بكل كفاءة واقتدار، سائرين بعزيمة وحزم على خطى المؤسس في التنمية والبناء والتعمير والتطوير من أجل خير الشعب ومصلحة الأمة وأمن العالم ورخائه.

كما أنه يوم لتأكيد الولاء والوفاء والإخلاص لقائد قافلة خيرنا القاصدة اليوم، في هذا العهد الزاهر، خادم الحرمين الشريفين، سيدي الوالد المكرم، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده القوي بالله الأمين، أخي العزيز الغالي، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، رئيس مجلس الوزراء. وتقديم الشكر والتقدير لهم على جهودهم الجبارة التي جعلت من بلادنا اليوم منارة بين الأمم، فيما تتساقط الدول من حولنا بسبب سوء الإدارة والغدر والخيانة وعقوق الأبناء ونكرانهم للجميل.

لكنه بالمقابل هو يوم يقف فيه كل واحد منَّا مع نفسه ليعمل جردة حساب، ليرى ما ذا قدم لهذا الوطن العزيز الغالي من واجب.. فمن أحسن يحمد الله ثم يزيد في إحسانه ويجوِّد عطاءه لوطنه، فحب الأوطان من الإيمان، ومن يجد نفسه مقصِّرًا، يعقد العزم على أن يؤدي واجبه تجاه بلاده؛ وعلى من أساء، لا سمح الله، أن يعود إلى رشده قبل أن يحرق مراكب العودة لحضن الوطن الدافئ.

وهو قبل هذا وذاك، يوم نتوجه فيه بالشكر والثناء لخالق السماء، الذي سخَّر لنا كل هذا الخير الوفير الغزير، من دولة ليس مثلها في الدنيا وطن، وقيادة رشيدة ذكية حكيمة، ليس مثلها في العالم قيادة.. كل ذلك سخَّره الله لنا من غير حول منَّا ولا قوة، بل فضلٌ منه علينا ولطف بنا.

صحيح.. يومنا الوطني المجيد هو موعد لنا مع الفرح والبهجة والسرور، لكنه أيضاً ساعة للتأمل، فلنأخذ من كل هذا بنصيب وافر، حتى يتحقق لنا الهدف المنشود من احتفائنا بهذا اليوم المشرق الاستثنائي.. وكل عام الجميع بخير، والوطن في أمن وأمان واستقرار وازدهار وسلام.

سلمى حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى