
السعيد عبد العاطي مبارك الفايد – مصر
( دمعُ المِحبَرَة ..!! )
الشاعرة السعودية بلقيس الشميري :
أوقدتُ مِن أدمُعي مِصباحَ مِحبَرَتي
ما عادَ في حِبرِها لونٌ يواسيني
كلُّ الحروفِ التي ذوبتُها مُقَلٌ
كَوَّنتُها سُحُبًا مِن قبلِ تكويني
أودَعتُها غَيمَةً لا تَنحني أملًا
تَروي ولكن أنا مَن سوفَ يَرويني
ذِكراهُمُ ألمٌ والوجدُ مُستَعِرٌ
الليلُ مَوعِدُهُم والصُّبحُ يَطويني
أُعللُ النَّفسَ والآمالُ مُشرَعَةٌ
لِتَطويَ الرِّيحَ نَبضًا وهي تَسقيني
في قِصَّتي مُدُنٌ قد جاءَ فاتِحُها
لِيُرسِلَ النَّورَ بِشرًا في مَياديني ٠
ماء الكلام :
فلتحيا ياصمتُ وحيداً ,
ماعدتَ تُقَلِّمُ أظفاري
شَبَّتْ عن طوقكَ , مملكةٌ
للشِّعرِ , وهلَّتْ أمطــــاري
إن المملكة العربية تشهد نقلة ثقافية حديثة في شتى المعارف ، و عندما نطالع مشاركة النساء السعوديات المبدعات في فنون الأدب، و لا سيما في ربة الشعر نجد لهن نصيبا وافرا و كما هائلا من الشعر الذي يحمل هموم و أحلام هذا الإنسان في تلك الحياة .
و من ثم تعرفنا على هذه الشاعرة بلقيس الشيمري من خلال برنامج أمير الشعراء عندما شاركت فيه بقصيدتها الرائعة تحت عنوان ( عيون الشمس تبصرني ) نص قد أذهل المتابعين لغة و تصويرا و إيقاعا بين جماليات البلاغة العربية فزينته بعلومها ورؤيتها للواقع و المستقبل معا ٠٠
أليست هى القائلة عن يوم العَلَم السعودي :
رفرفْْ لتخضرَ الحياةُ وتزهرُ
رفرفْ فظلُّكَ مثلُ لونِكَ أخضرُ
يا خافقاً مثلَ الفؤادِ ورافعاً
اسمَ الإلهِ لأنتَ أنتَ الأطهرُ
ولأنتَ رمزٌ للتساميَ والعلا
ولأنتَ في نيلِ المعالي الأجدرُ
يمتدُّ ظلُّكَ في الدروبِ ومثلهُ
يمتدُّ حبُّكَ في القلوبِ ويكبرُ ٠
نشأتها :
وُلدت الشاعرة السعودية بلقيس فايد الشميري بمدينة جدة ، و حاصلة على ماجستير إدارة أعمال ، و عملت معلمة بوزارة التربية والتعليم ، عضو الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، عضو جماعة فرقد الإبداعي الرقمي، عضو اتحاد شعراء الخليج ٠
الإصدارات :
١- ديوان شعري بعنوان بلقيسيات 2020 م
٢ – ديوان شعري سحر الفراشات
تكتب الشعر بشقيه الفصيح والنبطي و تفضل شعر الفصحى و الوزن الخليلي تجد موهبتها متفتحة في قالبه و خصائصه الفنية ٠
أبرز المشاركات الدوليه :
١- المشاركة في برنامج أمير الشعراء والذي تنظمه هيئة التراث والثقافة بإمارة أبوظبي
٢- المشاركة في مهرجان الثريا العالمي بالأردن
٣- المشاركة في فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب 2015
٤- المشاركة في مهرجان بيت الشعراء في الأردن 2017
٥- المشاركة في فعاليات اليوم الوطني السعودي عام 2019 بدولة الإمارات العربية إمارة الشارقة ٠
مختارات من شعرها :
و تقول الشاعرة السعودية بلقيس الشميري في قصيدة أخرى بعنوان ( بلغةِ الضاد ) مفتخرة بلغتها العربية لغة القرآن و الشعر التي تجد فيها شخصيتها وهويتها و جمالها فتسرد لنا خصائص مناقبها و تجلياتها :
لِسَانُ الضَّادِ يستَلُّ المعاني
ويُرْسِلُ نُورَها في كَلِّ آنِ
بَهِيُّ الشَّوقِ ضَادٌ سَرمَديٌّ
شديدُ البأسِ مُؤتَلِفٌ وحَانِ
أُحِبُّ اللهَ والقُرآنَ نَهجًا
بِنَهجِ اللهِ يَرقَى كُلُّ باني
وأشهَدُ أنَّ رَبَّ الكَونِ نُورٌ
ونورُ اللهِ لا يُؤتَى لِجاني
وَ أهوى المُصطفى فيضًا قويمًا
حَنيفاً مُسلِماً حَيَّ البَيانِ
سَكَبتُ من الشُّعورِ دَماً مُصَفَّى
سَقَيتُ بهِ الفقيرَ من المعاني
مُعَلِّلَةً حديثَ النَّفسِ يا مَن
تَضَعضَعَ سُورُهُ يَومَ اْلتَقاني
فَتَحتُ لَهُ مِنَ التَّوحيدِ باباً
فَشُّجَّ الرأسُ بالسَّيفِ اليَماني
فقالَ وقد تَسَربَلَ بالخَطايا
شَهِدتُّ الحَقَّ يا سَهماً رَماني
وأضرَمَتِ اللَّيالي نَارَ بِشرٍ
بِضرغـامٍ وبَتَّـارٍ علاني
أسوقُ إلى أُمَيَّةَ ماءَ عِطرٍ
مُعَتَّقَـةً بِقِطْرٍ من جناني ٠
” فرحة وطن “
تقول شاعرتنا بلقيس الشميري في قصيدة بعنوان ” فرحة وطن ” و هى من الشعر النبطي :
يوم الوطن يوم الفرح يشبه العيد
يوم الأماني والأغاني للأوطان
يوم الرخا في دار عزه وتوحيد
في ظل قايد حزم في ظل سلمان
ملك يعز الدار حكمة وتأييد
ويبني حصون المجد تقوى وإيمان
ويعز شعب و يوفي الكيل ويزيد
تجديد تطوير ورخا قدر الإمكان
يعيش قايدنا مكانة و تمجيد
أبو فهد ركن الوطن عالي الشان
وولي عهده بالأمل يطوي البيد
رمز التطور والحضارة للإنسان ٠
(ظل الحياة )
و نختم لها بهذه القصيدة الفلسفية التأملية بتوشيح جمالي تحت عنوان (ظل الحياة ) ترسم من خلالها لوحاتها المتنامية التي تتدفق صورها بشمس الحقيقة حيث مطر الاخضرار و فيوضات الروح التي تسكبها مع فجرها الوليد فتقول فيها :
تَموتُ الزواحِفُ في جُحرِها
وتَسطَعُ شَمسي فتمحو الحُفَر
فكم داعَبَتني سَنا الأُمنياتِ
لأخلُفَ فَجرًا غزيرَ المَطَر
قُوايَ تُتَمتِمُ وَقتَ الشُّروقِ
ويَرقَى لِظِلِّ الحياةِ الشَجَر
فَمَن يَحجُبُ الشمسَ عندَ البُزوغِ
وهل يُطفئُ الليلُ ضوءَ القَمَر؟
أُحِبُّ الحياةَ وأحيا الجُموحَ
ويَخشى عَدوّي صَهيلَ القَدَر
تَشيبَ الليالي برأسِ العُصاةِ
إذا زَمجَرِ البَحرُ أينَ المَفَر ؟
أغوصُ بِلُجٍ وحَبلٍ مَتينٍ
ويَقتاتُ حَرفي عَميقُ الدُّرَر
وتَطربُ شُطآنُ زهرِ الحُقولِ
بإلهامِ وَحيٍ لكلِ البَشَر
غَسَلتُ ذُنوبي بِنَهرِ العزيزِ
وأسْكَنتُ روحي بلادَ السَفَر
فعصفورُ حزني شَجِيُّ النداء
وكم من شجيٍّ حفيٍّ عَبَر
أُحِبُّ الإلهَ وهَدْيَ السماءِ
فبعضُ الترانيمِ تَجلو الضَرَر
أطَلْتُ التأمُّلَ يَومًا وطالَ
مَخاضي لطفلِ صَقيلِ الفِكَر
أراهُ هَصورًا يَطالُ النُّجومَ
فَتَغفو النُّجومُ لِيَبقَى الأثَر
لعمركَ إنَّ الحياةَ ابتلاءٌ
فطوبى لعَبْدٍ تَخَطّى الخَطَر
وطوبَى لِقَلبِ صَبورِ جَميلٍ
بَهِيٍّ المَقامِ حكيمِ العِبَر ٠
و من ثم تنكشف لنا بعد هذا العرض مرايا شاعريتها و نظرتها لعالمها الممتد بكل أطيافه داخل بحور النغم دائما ٠