
بقلم الدكتورة/ ندى فنري
-مدربة ومستشارة: الإمارات العربية المتحدة :-
لكي تلون حياتك عليك أن تكون مبادراً ،أن تبادر بكل ما هو خير ،كي تحصد الخير كله، وهذا سيتطلب منك الكثير من الصبر لنيل المراد ،وإذا تمكنت من تحديد ما تريد، ومن ثم تبذل الصبر كي تنال ما تريد ستحظى به إن شاء الله
نحن الآن في شهر كريم ، حاول أن تستفيد منه ، هذا لا يعني التفرغ له ، لكن اسمح لذاتك أن تبدأ من جديد، إنه شهر الخيرات ،
لا تدع الوقت ينفلت منك ،كن مبادراً لإصلاح نفسك، وتلوين حياتك، وارسم صفحة لن تنساها.
افعل كل ما هو خير على أفضل وجه ، يمكن أن تنتابك الحيرة في تحديد ما يمكن فعله ، ولربما هناك الكثير لتفكر به ، حاول أن يحظى هذا الشهر من اهتمامك لتفوز به بما تستحقه ويليق بك.
لون حياتك في رمضان بألوان الخير والعطاء ، للألوان تأثيرها الجلي على النفوس، اختر اللون الذي يفتح شهيتك ويجعلك تقبل أكثر على الحياة .
مثل التوبة وكثرة الاستغفار، ومحاسبة النفس ومجاهدتها؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ .
المحافظة والمسارعة في أداء العبادات والفرائض ، الإكثار من ذكر الله عز وجل، أِعظم ما ينجزه المرء هو أَن يعرف نفسه فالعلم بها يسهل عليه عملية الإصلاح المطلوبة.
إن الصوم في رمضان يعطي للذات فرصة حقيقية للإصلاح، ويوفر لها الظروف الكاملة للارتقاء، من خلال الأعمال و الممارسات اليومية، التي نُقبل عليها ونية القلب أنها (لله)، فنجد أننا نتجاوز، نسامح، ونفضل تقليص ما لا يستحق منا تعظيمه، خاصة وأن لا شيء يستحق ذاك التعظيم سواه العظيم جل شأنه .
، وذلك يعتمد على جهود كل واحد منا، وقدرته على تلوين حياته بما يُسعده ويثير البهجة في قلبه.
هذا يعني أن الأمر كله بيدك، ولك حرية ما ستحصده في نهاية المطاف ، أصلح نفسك قبل رمضان ، هناك فن في التعامل مع الله
-على قدر مقام الله عندك على قدر مقامك عند الله
– من جعل همه هو الله كفاه الله هم كل شيء {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ }
– لا تلتفت عن الله فيلتفت الله عنك، ( لازم تعرف أن أول عقوبة تنزل على القلب ).
– لا تؤثر شيئا ً على الله فبعذبك الله به ،{لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }.
– لا تبدل فيبدل الله عليك{فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ }
ممكن يكون سبب راحتك يتبدل ويكون هو مصدر عذابك ، والعكس ممكن يحصل : {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }، عليك إصلاح علاقتك بالقرآن الكريم : ليكن شعارك لن يسبقني إلى الله أحد
اقرأ ورد قرآن يومي، واقسمه لجزءين جزء بالنهار وجزء بالليل .
بعد كل صلاة ربع أو ربعين قرآن حتى نربط قلبنا بالقرآن الكريم
حاول مع الورد يومي ، تفسير القرآن يمكنك سماعه من شيخك الذي يؤثر فيك ، أو تقرأه بخشوع، حافظ على كل عمل مع الله ،و ليس فقط قول تكلم و افعل : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ }.
قواعد تصلح بها قلبك :
– وحد غذاء قلبك : {مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ }
– فرغ قلبك من أي هم : انسى همومك و خطاياك وتذكر أن تقول اللهم نقني من خطاياي .
– استأصل أي مرض في خفايا قلبك الآن
إصلاح الهمم والهمة :
– اصدق في النية
– أصلح لياقتك الإيمانية وعزيمتك واستعدادك للمجاهدة .
– خليك جبل في ثباتك .. و في عبوديتك لله .
لا تترك مجال للسبق إلى الله ، قارن : كأنهم بنيان مرصوص ، وكأنهم خشب مسندة .. الأول يصف المؤمنين ، والثاني يصف المنافقين .
تذكر على قدر سبقك إلى الله على قدر عطاءات الله لك
إصلاح هدفك و إصلاح البنية الأساسية لديك : أسس نفسك ، و أسس هدفك، اهتم بإصلاح الهدف بداخل قلبك ، و ابدأ في بناء نفسك ، اجعل هدفك أكبر من مجرد خطوة إليك القواعد :
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ }
إعرف إن الدين مراحل، وضروري أن تحدد مرحلتك ، وعلى أساسها تبدأ ، إصلاح أو استصلاح جوارحك :
خشوع قلبك من القرآن ، بكاء عينك من الخشوع توقف لسانك عن كل ما يسيئ ، لا تسمع أذنك إلا ما يزيدك إيمانا ً …
لا تعصي الله بحاجة خلقها لك ….عليك بالتوبة .
إصلاح قدر الدين في قلبك :
حاول أن يكون عندك أقل قدر من الدين أغلى عندك من أعظم قدر من الدنيا …. ساعتها … إن شاء الله توصل
إصلاح قيام الليل والدعاء
في النهاية
رمضان = قرآن ودعوة وصنائع معروف
والجميل أننا حين نصل إلى تلك المرحلة نصبح أكثر إدراكاً بأن لا شيء يستحق منا أي شيء سوى البذل في سبيل الله تعالى، ومع بلوغ هذه الدرجة من التعقل نشعر بالرضا الذي سيجعلنا نحلق بين البشر في سماء النفوس الصافية،مما سيجعل أيامنا أفضل وأجمل بكثير، وهو ما يهمنا إدراكه دوماً .
إن بلوغ ذلك وتحقيقه يساعدنا على تلوين صفحة حياتنا الرمضانية هذا العام وكل عام .