
عبدالعزيز عطيه العنزي وهيا الدوسري.
تشير سجلات إدارة الآثار والمتاحف السعودية، أن ثاج تقع في وادٍ ضحل ينحدر ببطيء نحو الشمال. وتقع على طريق القوافل التجارية القديم المتجهة جنوباً إلى اليمامة والأفلاج ومنها إلى وادي الدواسر ثم إلى قرية الفاو ونجران، وقد اكتسبت أهمية بارزة في توفير الخدمات اللازمة لتجارة العبور وربما كانت إحدى أهم محطات ذلك الطريق.
تقع المدينة داخل سور بطول 2535 متراً وعرض المتبقي من هذا السور يصل إلى مترين و30 سم. ويقع داخل هذا السور ما يُسمى بـ«التلال السكنية» يفصل بينها ممرّات يتراوح عرضها بين الخمسة والستة أمتار. وقد كشفت الحفريات التي أجريت في الموقع الأثري عن أقدم فرن للفخار في المنطقة الشرقية، كما كشف عن طفلة بكامل مرافقاتها الجنائزية تعود إلى القرن الأول الميلادي.
وفي تصريح لوزير الثقافة السعودي فقد تم اكتشاف قناع ذهبي يعود لهذه الطفلة التي يُعتقد أنها كانت أميرة بسبب كثرة الموجودات الذهبية الأخرى التي وُجِدت في مدفنها.
وحسب الخبراء لم تكتشف كامل كنوز المدينة الأثرية حتى الآن، إذ لم يجرى سوى عمليتي حفر داخل السور في عامي 1985 وعام 1986، أما باقي أعمال الحفر والتنقيب فتجرى خارج السور، حيث اكتشفت مجموعة من المدافن في تل قريب من السور تعود إلى الفترة الزمنية ذاتها التي يرجع لها تاريخ تأسيس المدينة.
كذلك عثر على كميات من الدمى الحيوانية والبشرية في الموقع، ووجد العديد منها قريباً من السطح. أيضاً عثر على بعض هذه الآثار محطماً. وهذه الظاهرة، كما يقول عبد الحميد الحشاش مدير متحف الدمام الإقليمي: « تدل على أن هذه المدينة كانت حاضرة مهمة في عصر صدر الإسلام واستجابت له وآمنت برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعدما كانت وثنية».
ثاج في الشعر
كانت ثاج حاضرة في الشعر العربي القديم، إذ ألهبت خيال الشعراء وقرائحهم ويظهر ذلك جلياً في الشعر العربي القديم. فقد ورد ذكرها في أشعار القدامى مثل قول الشاعر راشد اليشكري في قصيدته التي جاءت في كتاب «المفضليات»:
بنيت بثاج مجدلاً من حجارة لأجعله عزاً على رغم من رغم
وقال عنها الفرزدق، الشاعر الأموي الشهير في نقائضه مع غريمه جرير:
ولولا حياء زدت رأسك هزمةً إذا سبرت ظلت جوانبها تغلي
بعيدة إطراف الصدوع كأنها ركية نعمان الشبيهة بالدخل
وذكرها ذو الرمة في قصيدة له يقول فيها:
نحاها لثاج نحوه ثم أنهتوخى بها العينين عيني متالع