مقالات وشعر

درس في دهاليز المصلحة

 

بقلم. لمياء المرشد

يا نفسي، تأمّلي هذا المشهد البشري من حولك…

الكل يركض خلف مصلحته، يضعها فوق كل اعتبار، حتى لو كان الثمن مشاعر، أو مبادئ، أو روابط كانت يومًا تُحسب على أنها مقدسة.

أترين يا نفسي؟ هذا بحد ذاته درس. لا تتوقعي من الناس أن يكونوا كما تتمنين، ولا تظني أن أحدًا سيؤثر مصلحتك على مصلحته.

تعلمي يا نفسي، أن تعتمدي على الله، ثم على وعيك، وكرامتك، وحدودك.

لا تغتري بالمظاهر، ولا تُخدعي بالكلمات المنمّقة.

الناس لا يُظهرون حقيقتهم إلا حين تتقاطع مصالحهم معك، أو تتعارض.

ذاك الذي بدا كريمًا، ستكتشفين أنه كان كريمًا فقط ما دامت المنفعة تتدفق نحوه.

وتلك التي ادّعت المحبة، كانت تحب فقط انعكاس ذاتها فيك.

فيا نفسي، خفّفي من التعلّق، لا تجعلي أحدًا مركز اتزانك.

المواقف كفيلة بأن تكشف معدن النفوس، فلا تتألمي، بل تعلّمي.

ليس ضعفًا أن تحزني، لكن القوة أن تنهضي من الحزن ببصيرة لا تجهل، وبقلب لا يحمل، ولكن لا يُلدغ.

واعلمي أن المصلحة ليست خطيئة، لكنها حين تُقدَّم على الوفاء، على الصدق، على الإنسانية، تتحوّل إلى سُمّ في العسل.

فاحذري يا نفسي، أن تكوني ضحية التجمّلات، ولا جانية تتلوّن باسم المصلحة.

ثقي بالله، ثم اسلكي طريقك بثبات.

من أحبك لله، سيبقى، ومن أحبك لهوى، سيمضي حين ينقضي الهوى.

وهذا، يا نفسي، درس وعبرة، بل هو من أعظم القطوف

وقفة.

“حين تُقدَّم المصلحة على الإنسانية”

سلمى حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى