
بقلم لمياء المرشد
مساء الخير والسعادة،
“أيام جميلة، ولحظات أجمل، مع قلوب تشابه الطائر في خفتها وحبها…”
هكذا بدأت رحلتنا، حين اجتمعت الأرواح المتحابة على حب السياحة والاستكشاف، في مغامرة بحرية لا تُنسى.
من سرور الحياة أن تجتمع القلوب على المحبة والود، وتزداد اللحظة بهجة حين يكون اللقاء في عالم السياحة الذي نعشقه. نبحث فيه عن كل جديد، ونتأمل كيف تتطور مملكتنا الحبيبة بخطى واثقة نحو رؤية 2030، برعاية واهتمام سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – الذي جعل من السياحة أحد محاور التحوّل الوطني.
تجربة لا تُنسى على متن كروز أرويا
وكان دخول كروز أرويا إلى المملكة حدثًا عظيمًا ومتنفسًا سياحيًا راقٍ بكل ما تحمله الكلمة من معنى. ومع جميلات قلبي، قررنا أن نخوض هذه التجربة المدهشة.
وكانت خطتنا أن نخوض هذه المغامرة الجديدة أنا وصديقاتي على متن كروز أرويا.
وماذا عساي أن أقول؟! بأي وصف أبدأ؟ وكيف أعبّر عمّا رأيته؟
عملٌ جبار، وتنظيم متقن، وخدمات فاخرة تُبهرك في كل زاوية.
عظمة الخالق في كل تفصيلة
لكن فوق كل شيء، تظل هيبة الرحمن في خلقه أعظم من كل وصف.
البحر، السماء، الأفق الواسع… كلها تذكّرك بعظمة الخالق وسُلطانه على كل شيء.
هي لحظات من التأمل والسكون، تحيي في القلب الخشوع والامتنان.
خدمة تفوق التوقعات
أما عن الخدمة، الأكل، والشرب، فحدث ولا حرج…
تنوع شهي يرضي كل الأذواق، تنسيق راقٍ في التقديم، واهتمام بالتفاصيل يُشعرك بأنك ضيف في دار كرم.
وحتى القهوة السعودية، كانت حاضرة تُقدَّم بكل فخر، في أجواء تُجسّد أصالة الضيافة السعودية.
الطابع التراثي للديكور
جذبني الديكور الداخلي بلمسة تراثية أصيلة، حيث امتزجت الزخارف والمجالس والألوان التي تحكي تاريخ وطننا، من الشمال إلى الجنوب، ومن الوسط إلى الساحل.
عبق الماضي يلفّ المكان، وكأنك تعيش في رواية تراثية بنكهة بحرية حديثة.
الفعاليات والأنشطة
الفعاليات كانت موزعة في بعض الأدوار، تبهج الحواس وتُرضي كل الأذواق.
من الطرب الخليجي الأصيل، إلى الإيقاعات الأجنبية والعروض العالمية…
تناغم ثقافي فريد يجمع بين الأصالة والحداثة في أمسيات لا تُنسى.
تسوّق فاخر ومكتبة لعشاق القراءة
في قلب الكروز، مول فاخر يحمل أرقى الماركات العالمية ويتيح تجربة تسوّق مميزة كأنك في إحدى العواصم الكبرى.
ولم يُنسَ عشاق القراءة؛ حيث كانت هناك مكتبة واحدة جميلة، وفّرت لحظات هادئة بين الكتب، في أجواء من الصفاء تُطل على البحر.
خاتمة الرحلة: ذكرى في القلب
هي رحلة استثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
لحظات من الفرح، التأمل، الامتنان، والدهشة… جمعتني بأعز صديقاتي، وسُطّرت فيها ذكرى ستبقى خالدة في القلب والوجدان.
“أيام جميلة، ولحظات أجمل، مع قلوب تشابه الطائر في خفتها وحبها…”
رحلة مضت، ولكن أثرها باقٍ لا يزول.
ورغم جمال التجربة وروعتها، إلا أن هناك ملاحظتين تستحقان النظر:
أولًا، تغيير مسار الرحلة الدولية من الغردقة إلى جزيرة صبا، والذي كان مفاجئًا وأثر قليلًا على الحماس العام.
وثانيًا، ضعف الاتصال بالإنترنت، مما صعّب علينا التواصل مع الأهل والأصدقاء.
لكننا على يقين بأننا نسير بخطى واثقة نحو التطوير المستمر، وأن هذه الملاحظات سيتم تجاوزها بإذن الله، بدعم رؤية 2030، وبقيادة سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – الذي لا يرضى إلا بالقمة لوطنه وشعبه.
