
الكاتب : عبدالله العطيش
عندما نتبين الزائف من الأصيل في معادن البشر، نجد عائلتك تتربع على عرش الأصالة إخوانك وأبناء العم هم السند الحقيقي حين يدير لك الجميع ظهرهم، فكل القلوب تصدأ مع مرور العقبات، إلا قلب إخوانك لا تغيره الدنيا بكل ظروفها, وعندما تكسر لا يجبرك أحد إلا أبناء الدم الواحد، تقويك وتعيدك للحياة من جديد, ولا يمكن أن نقول أن القبيلة جميعها مثالية خالية من المشاكل، بالعكس فإنما تقاس درجة تماسك القبيلة على مدى قدرتها في تجاوز المواقف الصعبة في الحياة، وكيفية التعامل معها ومدى تكاتف أفرادها وقوة تحديهم لهذه المواقف.
إننا اليوم أمام قصة قصيرة ولكن تحمل في طياتها معاني نبيلة بنيت على الفزعة والأخلاق التي تربى عليها أبناء ” حجي المهيريس” فكان أخينا وابن المملكة العربية السعودية ” مهدي صغير” بالمغرب حيث يقيم هناك ولكنه قد تعرض لوعكة صحية طارئة وهو وحيد بلا سند هناك مما جعله يتحدث بالصدفة إلى أبن عمه المرابط بالحد الجنوبي فداء للوطن الغالي ” فهد بن حجي المهيريس ” وأخبره بظروفه المرضية، وقال له لا تخبر أبنائي وأهلي لأن الأمر بسيط ولا أريد أن أفجعهم ” وما كان لـ ” فهد ” إلا وقد قام بإخبار أخيه ” عبدالعزيز بن حجي المهيريس ” بأن حالة أخيهم وابن عمهم ” مهدي صغير ” الصحية صعبة وهو بأشد الحاجة للوقوف بجواره, فانتفض عبدالعزيز المهيريس ولبى النداء فما كان يستطيع ترك أبن عمه وهو في بلاد أخرى وحيداً, وترك ما ورائه من أشغال لا يرى أمامه إلا ابن عمه الذي استنجد بإخوانه, وسافر عبدالعزيز إلى المغرب وتم نقل ابن عمه إلى الرياض لاستكمال العلاج على أكمل وجه بالمستشفيات السعودية المتقدمة بعالم الطب.
هؤلاء أبناء الأصول الذين يقدمون المعونة دون النظر إلى منفعة قد تعود عليهم, هؤلاء هم من يحفظون العشرة ويصنعون المعروف ولا يتنكرون, فحقاً التربية والالتزام بالأخلاق هي الأساس, ففي الحياة ستجد أخوة لم تلدهم أمك تعرف قيمتهم في الشدة وتشعر بالأمان لوجودهم, ورسالتي للذين اعتادوا على التشويه هم مرضى ليسوا أسوياء.
وهذه أبيات قليلة يستحقها عبدالعزيز حجي المهيريس
الخلاصة :
عبدالعزيز
الصيرمي ذايع الصيت
اللي
شلع بالطائرة لأبن عمه
من
ديرة معزي كبير الشفاليت
طار
المراكش مستعد للمهمة
يوم ابن
عمه طاح من دون توقيت
في
ديرة الأجناب وعكه وغمه
جاب ابن
عمه وارتقى ذايع الصيت
قرمن
ثنا من دون لحمه ودمه
فدوة
عيونه كل جمع الهتاهيت
اللي
سوالفهم نكوث ومطمة