ثقافة

“عشق الأميرات” رواية لـ سعيد الشفاج، تصدرها إفريقيا الشرق

د. عبدالله البطيّات يكتب

العالم أصبح كالوهم نظير ما نتقاسمه في الفضاء الالكتروني، وكما وسم المنتج بأن عشق الأميرات، محاولة للعيش على حافة الخيال، فهذا المنجز روائي ثاني للكاتب المغربي والناقد الجهبذ أ. سعيد الشفاج، يتسع لمرحلة تاريخية تتجاوز حدود الزمكان، تراهن على تصحيح تمثلات اجتماعية أخذت طابع الخرافة في قالب حكائي مشوق، إنها خليط بين الأنا والآخر وترسيخ لتجربة سردية أنجزت للقارئ.

سعيد الشفاج كاتب مغربي من مواليد الدار البيضاء سنة 1969 م له عدة اهتمامات في النقد الفني والأدبي والتربوي، ومن مؤلفاته: ديوان مقامات السيرة الروائية1997، درب المعاكيز 2015، الجمال الشعري لقصائد عبدالله البطيّان 2019 دراسة نقدية لنظرية مقومات الجمال الشعري، رواية الرماد السفلي الحاصلة على جائزة ابن المقرب الأدبية، والعديد من الأعمال المحبوسة نظير اهتماماته المتعددة الواسعة.

تم طبع هذه الرواية في طبعتها الأولى من خلال افريقيا الشرق، ضم بين دفتيه 166 صفحة لقياس 14*20 cm، هذه النسخة تحديدًا اختطها إهداءًا لي حيث كتب:
إلى المبدع الصديق العزيز عبدالله عيسى البطيّان لك مع خالص محبتي 26/04/2025 الدار البيضاء، واعتبر هذه النسخة ضمن غنائم معرض كتاب الرباط 2025م.

كانت الفاتحة بـ حكاية الديك والثور، ثم توالى في عناوينه كاتبًا.. تاج البحور، كية الحب، الدنيا سوق كبير، وسيلة، صباح الخير أيها الحزن، عش الغراب، فكان الختام بـ النصب التذكاري.

ولأن الاقتباس هالة مزودة ببعد يمتد ناحية اجتذاب القارئ سأودع في هذا المنشور هذا المقتضب من الختام عن النصب التذكاري ليطلع القارئ الكريم عما تعهدته افريقيا الشرق:

عندما نظر إلي ادركت أنني أمام الرأس الكبيرة، كان عظيم الجثة، مهابا.

واستعددت للأسوأ، والغريب أنهم لم يضربونني، أو يقطعون لحمي، او يغطسون رأسي في ماء المراحيض أو يعلقونني من رجلي، أو يتبولون علي، أو حتى يدفعونني إلى شرب بولهم، أين الصعقات الكهربائية؟ أين الالفاظ النابية الساقطة؟ انتظرتهم أن يسبوا أسلافي، أن يذكروا أمي خديجة بسوء وينعتوها بالمومس، ويتهموا أي بالقوادة، لكن لا شيء من هذا حدث، كنت شديد الذكاء شديد الحساسية، وأنا جالس على كرسي قبالة لوحة بيكاسو.

أتذكر كل شيء، أتذكر أن ذكائي كان يتعبني، ويتكفل هو بصنع أعداء لي، حتى الأساتذة كانوا يكرهون ذكائي، كنت أقدر على معرفة ما يدور في خلد وسيلة، ابنة عمي، التي أعرف أنها كانت تحبني ومازالت.

لكن.. أنا كبرت، فوجدتها معي، كبرت أمامي، كنت أرى جسدها يتدور كشلال مبهج ينساب من أعلى قمة نحو قلبي، لكن ذكائي الابله، وتصوري على أنني أفضل ذكي من بني جلدتي، وصورة البدوية التي جاءت بصندل رخيص، جعلني أخسرها…

حتى جاءت العجوز الكريه وأخذها مني، فصعدت إلى سلالم الغنى وابتعدت، أتذكر الألم الذي رافقني بفقدانها، فوجدت نفسي وسط جماعة تكره قصص الحب.

وأخيرًا… مرت سنوات، وأصبح النصب التذكاري محمية للكلاب والقطط، بعدما غادر العشاق المدينة، السكارى يعبثون بالأسماء المنقوشة الباهتة، والأطفال يتقافزون، والناس يكتفون بنظرة لا مبالية لكن مازال دوي الانفجار يملأ قلوب الناس.

هكذا يودع لنا سعيد الشفاج القطع اللحظية من نصوص اختارها للإبحار في الأنا والآخر والبحث عن الذات المحبة الذكية لكن الزمن لايرحم المعتقدين بأحقيتهم نتيجم ما يملكون من مقومات، فهناك جاهزية لدى الآخر تقنص كل ما نريد دون استحقاق يحكيه الأثر غير لامة الجاهزية.

مساحة الأرض تضيق في الرحابة، وتصدأ المعتقدات أمام هالة الصدمة التي يشكلها حب ذكي وتنهزم كل الحواس مقابل الاستعداد والقابليك لمحصلة الفوز بالحب.

إن محاولة للعيش الكريم على حافة الخيال تطأ على كل المعاني الدالة على الاستحقاق إلا عن استحقاق كتابة البوح وتأطير مالم يشهده الزمن في مكان ما إلا في الذاكرة وربيع جنة الخيال.

وبما أني أكتب كـ عبدالله البطيّان وطابع من حافة الخيال أخذني لمشاعر ذلك الذكي المعتقد أنه سيتحصل على ابنة عمه وكما يقال: ظانًا بأن الساحة ساحة أبوه وأن مدلول الوراثة تعيد التركة حتى في قاموس الحب والعصبة إلى ميدانه نظير الأفضلية وسمك واقع الانتباه ناحية تصرفات شاب حبسه تفكيره في رواية أراد الناقد الذي يضع للقارئ قطعة على حافة الخيال من المجتمع في روايته.

مريم المقبل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى