ثقافةمقالات وشعر

قهوة الصباح مع السراب

بقلم: فنون صالح المبارك

 

يُقال :- عندما نتألم .. تئِن أُمهاتنا

ويُقال ايضاً :- “إنّه لأمر جلل أن تقرر إنجاب طفل، إنه يعني أن تقرر؛ السماح لقلبك، بأن يحوم خارج جسدك إلى الأبد“. | إليزابيث ستون

استيقظت كعادتها فجراً قبل شروق الشمس فصلّت وصنعت إفطارها المُعتاد الذي اعتادت على صُنعه في سابق عهدها ولا أحد يُحسن صنع افطارها كنفسها ،استمعت إلى المذياع وفي يدِها كوب قهوة فحنّت لأيامٍ مضت عندما كان ابناءها قريبون مِنها ويلعبون حولها ويتشاجرون فوق رأسها ولا يدعونها تستمتع بمافي يدِها من كوب قهوة وتذّكرت كل زفاف واحدٌ منُها وكيف كُل فرد منهُما ذهب ليستمر في حياته وغُربته.. تذّكرت شكواهم وضحكاتهم ومشاكلهم وتمنّت لو أن يُرن هاتفها ولو سهواً لِترُد مُستمعه ومُنصِته باهتمام لكُل مالديهم في جُعبتهم من حديث ،ارادت لو بإمكانها لو يعودوا صِغاراً لِتُعيد جميع اللحظات والثواني التي كانت بُقربهم وتُعيشها من جديد ،سقطت دمعة من عينُها بعَد انقطاع طويل لتُعلنها انهزام ووحشة وشوقاً لا يُحتمل لايام وأشخاص وقطعة من روح غير آبهة تتجوّل دون عودة لموطنها وجسدها الأصلي فمسَحت دمعتها لتتصل هي بكل واحِدٍ منهُم مُتعذّره بأن لديهم انشغالات تمنعهُم عن التطمُن والسؤال عنها ..!

عبدالعزيز العنزي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى