مقالات وشعر

ما بين الفلسفة و الشريعة

بقلم /وليد المرزوقي

تطرح مشكلة العلاقة بين الفلسفة والشريعة، جدالا ومواقف فكرية متباينة، بين المفكرين العرب المسلمين و المتشددين دينيًا حول طبيعة هذه العلاقة ودرجة حضور الفلسفة في الحقول المعرفية الإسلامية وتراوحت تلك المواقف بين قائل بالتعارض بينهما، وقائل بالتوافق والاتفاق بينهما خاصة على مستوى الغاية والهدف.

اتجهت أغلب محاولات الفلاسفة المسلمين نحو التأكيد على التوحيد والتوفيق بين العقل والإيمان، بين الحكمة والشريعة، بغية تأسيس الإيمان على العقل، وتأسيس الشريعة على الفلسفة أو الحكمة

فإذا كانت الشريعة وحيا منزلا، فإن الفلسفة كحوار ثقافي وحضاري نتاج لمجهود العقل البشري هي معرفة نسبية قابلة للتطور والمراجعة، وإذا كان من الممكن رصد تداخل معقد ومتشابك، بين ماهو ديني وماهو فلسفي، في كثير من الأنساق والأنماط الفلسفية القديمة والحديثة.
أيضا فإن هذا لا ينفي وجود تمايز وتغاير بين الفلسفة والدين، إلا أنه لا تعارض ولا تناقض بينهما، وهذا ما أكده الفلاسفة المسلمون الوسطيون مثل الكندي والفارابي وابن سيناالتعمق في الفلسفة فمن شأنه أن يقود عقول الناس نحو الدين المعتدل وهذا ما نحتاجه

فالعلاقة بين الفلسفة والدين توافقية من حيث إن للفلسفة والدين غاية واحدة، وإن الحقيقة الفلسفية لا تختلف عن الحقيقة الدينية، وهذا ما أكده الفيلسوف العربي المسلم ابن رشد، حين بين عدم تعارضهما واتفاقهما، على مستوى الموضوع والهدف

فالنظر الفلسفي واجب شرعا حسب ابن رشد، وعلى هذا الأساس يمكن القول إن الصلة بين الفلسفة والشريعة، وثيقة ولا تعارض بينهما.

شعبان توكل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى