أ/ سمير الفرشوطي – المدينة المنورة
كم من مرة سمعنا عن قصص الحب والغرام، تلك القصص التي تأسر قلوبنا وتشعل خيالنا. لكن ماذا عن تلك اللحظات حين نجد أنفسنا غارقين في بحر العشق، نحب بجنون ولكن في صمت وخفاء
تخيلوا معي قصة شاب عاشق، يحمل في قلبه حباً يكاد يحرقه. يعشق فتاة لدرجة الجنون، ولكنه لا يستطيع البوح بمشاعره علناً. كل ما يملكه هو تلك اللقاءات السرية، حيث يتسلل إلى سطح منزلها حاملاً باقة من الورود، ينتظر بلهفة لحظة رؤيتها. في كل مرة يراها، يشعر كأن الزمن قد توقف. عيناه تلتقيان بعينيها، وقلبه يخفق بشدة كأنه يريد أن يقفز من صدره. يتمنى لو يستطيع أن يصرخ بحبه للعالم أجمع، ولكنه يعلم أن عليه أن يبقي هذا الحب سراً. ولكن، كما هو الحال مع كل قصص الحب السرية، هناك دائماً خطر الاكتشاف. في إحدى الليالي، يظهر والد الفتاة فجأة، غاضباً وحاملاً عصا. يضرب الشاب العاشق الذي لا يملك سوى البكاء والهروب، تاركاً وراءه أحلامه المحطمة وقلبه المكسور. ثم… يستيقظ الشاب من نومه، ليجد أن كل ما مر به كان مجرد حلم. قلبه يخفق بشدة، وجبينه يتصبب عرقاً. يشعر بالخوف والارتباك، ويبدأ في البحث عن حبيبته، متسائلاً: هل كانت حقيقة أم مجرد وهم
هذه هي قوة الحب الخفي. إنه يسكن أعماق قلوبنا، يشعل أحلامنا، ويثير مخاوفنا. قد يكون سراً نحمله في صدورنا، أو حلماً نراه في منامنا، ولكنه دائماً ما يترك أثراً عميقاً في نفوسنا. فهل جربت يوماً هذا الحب الخفي
هل شعرت بتلك النار المشتعلة في قلبك، تلك التي تحرقك من الداخل ولكنك لا تستطيع إظهارها للعالم
إن كنت قد مررت بهذه التجربة، فأنت تعرف تماماً قوة هذا الشعور وعمقه. الحب الخفي قد يكون مؤلماً، ولكنه أيضاً جميل بطريقته الخاصة. إنه يعلمنا الصبر، ويختبر قوة مشاعرنا، ويجعلنا نقدر كل لحظة نقضيها مع من نحب، حتى لو كانت في الخفاء. فدعونا نحتفي بهذا الحب الخفي، بكل ما فيه من ألم وجمال، من خوف وشجاعة، من أحلام وحقيقة. لأنه في النهاية، هذا الحب هو ما يجعلنا نشعر بأننا أحياء حقاً