محليات

صالون روشن الثقافي يحتفي بالروائية الأصغر غنى خليل في أمسية أدبية ملهمة

 

عبد العزيز عطية العنزي

في أمسية أدبية ساحرة احتضنها صالون روشن الثقافي مساء الأحد الموافق ٢٠ أبريل ٢٠٢٥م، تحت مظلة الشريك الأدبي، تألقت الروائية الطفلة غنى خليل، التي تُعد أصغر روائية في المملكة، لتشارك تجربتها الأدبية الملهمة مع جمهور من المثقفين والأدباء والمهتمين بالشأن الثقافي. وقد بدأت الأمسية باستعراض لنقطة انطلاق غنى نحو عالم الكتابة، حيث أوضحت أنها لم تكن لحظة محددة بل كانت أشبه بنهر يتدفق بداخلها منذ الصغر، وجدت في الكلمات وسيلة للتعبير عن أفكارها ومشاعرها، وتطور الأمر تدريجيًا ليصبح شغفًا لا يمكنها الاستغناء عنه. وأشارت إلى الدور المحوري الذي لعبه دعم والدها في مسيرتها، حيث وفر لها بيئة محفزة وآمن بموهبتها منذ البداية.

 

وفي سياق الحديث عن تطوير الذات ككاتبة، أكدت غنى على أهمية القراءة النهمة والمنتظمة لمختلف الأصناف الأدبية، بالإضافة إلى ممارسة الكتابة بشكل يومي وطلب الآراء من المقربين والمختصين لتطوير أدواتها الكتابية، فضلاً عن ارتياد المكتبات وصقل المهارات بالدورات التأهيلية المتخصصة.

 

وقد أذهلت الروائية الصغيرة الحضور بتجربتها الفريدة في الكتابة بلغتين غير لغتها الأم، الإنجليزية واليابانية، حيث وصفتها بأنها تجربة مثيرة للتحدي فتحت لها آفاقًا جديدة للتفكير والتعبير، مشيرة إلى أن تعلمها للغة اليابانية كان شغفًا شخصيًا اكتسبته بالجهد الذاتي. وعند الحديث عن قصتها الأولى التي كتبتها وهي لم تتجاوز العاشرة من عمرها، بعنوان “طريق الحلوى”، أوضحت غنى أنها ارتكزت على خلق جو من الغموض والتشويق لجذب القارئ، وأن اختيار العنوان يحمل دلالات متعددة ترمز إلى رحلة الحياة وتحدياتها. كما تطرقت إلى مناقشتها لقضية التنمر كقضية رئيسية لهذه القصة، مؤكدة على أهمية تسليط الضوء على هذه الآفة وتقديم رسالة أمل ودعم للضحايا. وفي تناولها لتشكيل الشخصيات بين الأليفة والعدائية، أشارت إلى سعيها للتعمق في دوافعها وعكس طبيعة الحياة بتناقضاتها.

 

أما عن روايتها الثانية “عالم لا منتهي”، فقد كشفت أنها تدور في إطار من الخيال والحوار المجتمعي بين الشعوب الأقصى شرقية والغربية، عبر خلق شخصيات يابانية في أجواء أوروبية، وتستكشف فكرة التواصل بين عالمين، أحدهما منتهي والآخر لامنتهي، وتطرح أسئلة حول الوجود والهوية في سياق الأحداث وتنوع الشخصيات في روايتها. وفي رسالة ملهمة للطالبات والفتيات الطموحات، حثت غنى على الإيمان بالقدرات والأحلام والمثابرة لتحقيق الطموحات، مؤكدة على أن كل بداية صغيرة هي خطوة نحو تحقيق حلم إصدار الكتب، وأن الشغف هو ديدن الناجحين، والمثابرة هي طريق المتألقين.

 

وقد قدمت الروائية لمحة عامة عن كتابها الثالث “كإنسان”، الذي صدر مؤخرًا، واصفة إياه بأنه محاولة لاستكشاف أعماق النفس البشرية من خلال رسائل قصيرة متنوعة عبارة عن شذرات، قبل أن تشارك الحضور بمقتطفات مؤثرة من الكتاب.

 

وفي ختام حديثها، كشفت غنى عن أن كتابها الرابع على مشارف الصدور، وهو عبارة عن مجموعة من الشذرات والعبارات السردية القصيرة المكثفة وعالية التأثير، تحمل في طياتها خلاصة تأملات وتجارب واطلاع ومعرفة.

 

وقد عبر الحضور في ختام الأمسية عن إعجابهم العميق بموهبة الروائية غنى خليل وعمق أفكارها، مؤكدين على الدور الهام الذي يلعبه صالون روشن الثقافي في دعم المواهب الشابة وإثراء المشهد الثقافي في المملكة.

سلمى حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى