
أعد التقرير: عبدالله عكور – جدة
أولتْ جمعية البر بجدة منظومة الأوقافَ عناية خاصة باعتبارها أحد الروافد المالية الهامة التي تعزز الاستدامة في برامجها، فعملت على تعظيم أثرها وفق أفضل الممارسات الإدارية، مستهدفةً إعلاء قيمة القطاع غير الربحي وفق رؤية المملكة 2030 التي تستهدف رفع مساهمته في الناتج المحلي لتصل الى 5%.
ولأن (الاستدامة المالية، وصناعة الأثر المجتمعي، وتمكين المستفيدين، والرعاية الصحية)، هي القضايا الاستراتيجية الأربعة التي تعتبرمرتكزاتٍ محوريةً في تحقيق أهداف الجمعية الاستراتيجية، برزت عناية الجمعية بالأوقاف إدراكاً منها لأهميتها في التمويل الاجتماعي، وباعتبارها من محركات تحقيق التنمية المستدامة، فحرص مجلس الإدارة على تنميتها وتعظيم أصولها من خلال تحفيز المشاركة المجتمعية في المشروعات الوقفية، وتعزيز الوعي بها وبأثرها التنموي، وصولاً الى زيادة إيراداتها التي تصب في بوتقة (الحلول والممكّنات) المعززة لموارد الجمعية.
كما حرص المجلس على النهوض بالأوقاف المسجلة بالجمعية وفق استراتيجية تحقق شروط الواقفين وتعزز دورها في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في ظل ما تجسده من قيم عليا تعكس صور التراحم والتكافل الاجتماعي.
حلول متكاملة
وفي الوقت الذي تحرص فيه الجمعية على تقديم نموذج مؤسسي متميز وحلول استثمارية متكاملة لتنمية الأوقاف وإدارتها وفق سياسات الهيئة العامة للأوقاف، الى جانب تقديم خدمات ميسرة وإجراءات رقمية لتعزيز أدوار الأوقاف وتحقيق شروط الواقفين، فإنها أيضاً لم تغفل الدور الهام لتأهيل كوادرها البشرية في مجال إدارة الأوقاف، مع الاستفادة من الشراكات التي تلبي احتياجات مستفيدي الجمعية وتساهم في تنمية برامجها وضمان تحقيق أكبر عوائد للأوقاف وفق معايير تستند الى الحوكمة الرشيدة وتحقيق الجودة، ساعية دوماً إلى تحسين نوعية الخدمة من خلال رفع مستوى الأداء وطرح الحلول للتحديات التي تواجه الأوقاف مع الحرص على قياس أثر العمل الوقفي.
وفي هذا السياق أنشأت الجمعية محفظة عقارية للأوقاف والمشاريع الاستثمارية، الى جانب محفظة استثمارية للأسهم العقارية، وتم إسناد إدارتهما إلى شركات متخصصة.
إثراء الوعي
وتعمل الجمعية على إثراء الوعي المجتمعي بالأوقاف وإبراز قيمتها في تلبية الاحتياجات التنموية، وتحفيز الأفراد والمؤسسات لتقديم المزيد من الأعيان الوقفية التي تلتزم الجمعية بإدارتها وتنميتها وفقاً لمعايير وشروط الهيئة العامة للأوقاف، مع الالتزام بطرح منتجات وقفية جاذبة، بهدف زيادة أعداد الأوقاف وتذليل العقبات التي تعرقل استقطاب الواقفين.
كما تمضي الجمعية في جهودها البحثية لتحديد احتياجات المجتمع وتوجيه الأوقاف نحو المجالات ذات الأولوية، مع تقديم الدعم الفني والاستشاري لأصحاب الأوقاف لتحديد الأفضلية للاستثمارات وإدارة المشاريع الخيرية، الى جانب وضع خطة للاستثمار الذكي الملتزم بمعايير الحوكمة بما يحقق عوائد مجدية ويحافظ على رأس المال.
الى جانب ذلك تعمل الجمعية على تطوير قدرات العاملين في مجال الأوقاف، وتعزيز بيئة العمل فيه داخل الجمعية، واستثمار التحول الرقمي لإثراء جهودها في تيسير الخدمات الوقفية، وتحقيق الجودة والتميز فيها بما يحفز على استقطاب المزيد من الواقفين.
رفع كفاءة الأوقاف
إن رفع كفاءة الأوقاف وتنويع مصارفها وتعميق أثرها أولى دعائم صناعة الخير المستدام الذي يضيء دروب التنمية المجتمعية، ويجسد صورة من صور التراحم والتكافل الاجتماعي، وهو يتناغم مع أهداف رؤية المملكة 2030، التي تنطلق من ثلاثة محاور: مجتمع حيوي ووطن طموح واقتصاد مزدهر.
وهذا ينادي بضرورة العمل الجماعي وتكامل الجهود من خلال تعزيز برامج المسؤولية الاجتماعية التي تمثل الأوقاف ركناً أصيلاً فيها، في ظل ما تحمله من قيم أخلاقية وما تساهم به من أدوار تعزز التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
.