مقالات وشعر

الليل صديقٌ عتيق

 

بقلم /عائشه الجمالي

أتعلم أنني مللت من رفقتك، أيها الصديقٌ العتيق؟

مللت منك، وسئمت صحبتك. دعني أرافق تفاصيل يومي. اترك لي مساحة في غير محيطك، دعني أشق لي طريقًا خارج سراديبك لعلي أجد حياة أخرى. دعني أرى نفسي في غير مرآتك كي أبصر بوضوح ما وصلت إليه.

هل تغير شكلي؟ هل ما زال يسكن الحزن عينيّ؟

دعني

لقد صحبتني أعواماً عديدة ،يارفيقي

أرَى الكون من خلالك.

أنت عالمي ومحيطه.

قضيت عمري بين جناحيك .

دعني أفتح نافذة قلبي لرفاق غيرك، لحياة جديدة لا يمتد طيفك فيها،

ولا يأسر قلبي سكون همسك.

دعني أهجر شموعك التي يأسرني ضياؤها برفقتك،

وتلك الأوراق التي

لا تسكنها الحروف إلا بوجودك،

وتلك الأقلام دعها لي،

وابتعد لعلي أخط بها حروف الفرح بعيدًا عن محبرتك ولونها القاتم.

ضجرت من تصفح أيامي بين أحضانك،

كفاني منك ذلك اللون تحت عينيّ الذي أهديتني إياه.

و من آثار الأرق الذي يلازمني وأنا معك.

سئمت صحبتك يارفيقي، يا من أصبحت صديقي وونسِي. كيف لي أن أبتعد عنك،

أن أغلق عينيَّ حين يغريهما سكون عتمتك؟

كيف أتركك وأنت البحرالذي تسبح فيه أفكاري؟

دعني أعانق الحياة، وأرتوي من نور الصبح، وينعش الروح شروق الشمس. دعني أيها الليل يا رفيق العمر، سئمت مرافقتك وسئمت معانقتك للقمر.

سلمى حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى